فن قضايا اجتماعية

فيلم مصري “كباتن الزعتري” يبحر بسجناء تونسيين من معاناة اللجوء إلى احتراف الكرة.. إلى عوالم تشع بالأمل

شاهد سجناء في سجن “أوذنة” بإحدى ضواحي العاصمة تونس، الأحد، “كباتن الزعتري”، وهو فيلم وثائقي لمخرجه المصري علي العربي، ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائي.

المهرجان انطلق السبت، ويستمر حتى السادس من نوفمبر /تشرين الثاني المقبل، ويتضمن 7 عروض مخصصة للسجناء.

وشاهدت الفيلم 30 سجينة من سجن منوبة في العاصمة، رفقة 150 سجينا من سجن “أوذنة”.

وفيلم “كباتن الزعتري” سافر بهذا الجمهور من السجناء إلى عوالم تشع بالأمل، لدرجة أنهم استمروا في التصفيق لدقائق، تحيةً لطاقم العمل الذي اشتغل على أدق التفاصيل لمعالجة واقع اللاجئين.

وعبر 74 دقيقة، يوثق الفيلم قصة لاجئين سوريين هربا من الحرب في بلدهما واتخذا من مخيم “الزعتري” شمالي الأردن مكانا يحتميان به مع عائلاتهما.

اللاجئان، وهما فوزي قلطشي ومحمود داغر، لم يستسلما لظروفهما المأساوية، بل ثابرا لتحقيق حلمهما في احتراف لعبة كرة القدم.

حلم وطموح هذين اللاجئين دفع المخرج علي العربي لمتابعتهما لمدة خمس سنوات، ما جعل هذا العمل متكاملا من حيث التصوير وتناسق الأحداث.

وتجول المخرج في فيلمه بأماكن عديدة، حيث رصد معاناة اللاجئين في مخيم “الزعتري”، وبيوت صفيح وخيم بلاستيك يسكنون بها وملعبا غير مجهز يلعب فيه اللاجئون حفاة الأقدام من دون أحذية رياضية.

وانتقل من هذا الوضع، ليصور كيف تحول هذين اللاجئين إلى لاعبين محترفين وشاركا بفريقهما الصغير في مباراة بدولة قطر.

وعلى هامش عرض الفيلم، قال المخرج علي العربي، في تصريح للأناضول: “لم أكن أتوقع أن يعرض فيلمي في السجن، وهو فرصة للسجناء، فرسالة الفيلم تتمثل في أنه بالمثابرة والعزيمة يمكن تحقيق أحلام صعبة المنال”.

وأضاف أنه “كان في السابق يشتغل مصور حروب، وكان يعاني من شعور بالذنب من كيفية تصوير اللاجئين على أساس أنهم أرقام وإحصاءات”.

وتابع العربي: “كنت أريد كسر هذه الفكرة، وأن أوضح للعالم أن اللاجئ هو إنسان يحلم، وليس مجرد رقم”.