كشفت دراسة جديدة، أن إنفلونزا الطيور تنتشر من جديد بشكل كبير، وتثير قلق العديد من خبراء الأمراض المعدية أكثر من أي وقت مضى، واعتبر العلماء هذا الفيروس مرشحًا رئيسيًا للوباء التالي.
وقد أدى فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1)، في السابق، إلى مقتل عشرات الملايين من الطيور، لذلك بالنسبة للحيوانات، فهو يعتبر جائحة.
خبراء الأمراض المعدية يشعرون بقلق متزايد من أن فيروس (H5N1) يمكن أن يقفز إلى البشر ويبدأ في الانتشار بيننا. وهذا ليس أمرا حتميا، ولكن العديد من التطورات الأخيرة تشير إلى أنه يشكل تهديدا متزايدا.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية إصابة ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة بالفيروس منذ انتشاره المفاجئ بين الماشية، وأدخلت إنفلونزا الطيور طفلاً إلى المستشفى في أستراليا.
ومع ظهور الحالات البشرية في أجزاء مختلفة من العالم، أصبح علماء الأوبئة أكثر قلقا، وترافقت الأعراض مع فقدان الشهية والحمى والسعال والقيء والتهيج، بالإضافة إلى التهاب في الحلق.
وقال كريستوفر داي، الأستاذ وزميل الأبحاث الأول في جامعة أكسفورد: “توجد كمية هائلة من الفيروسات في الوقت الحالي. ومن الواضح أنها تتغير، وتقوم بأشياء جديدة وغير متوقعة”.
وأضاف داي: “لقد كانت الإنفلونزا دائما مصدر قلق لعقود وعقود، وهذا الشكل الخاص من الإنفلونزا لمدة عقدين على الأقل، ولكن الآن، ارتفع مستوى القلق، كما أعتقد، وهو أكبر من أي وقت مضى”.
ووفقا للدراسة، يشتبه العلماء في أن الفئران، وكذلك بعض القطط المنزلية، ربما أصيبت بالفيروس من شرب الحليب الخام من الأبقار المصابة. لذلك ينصح خبراء الصحة العامة بشدة بأن لا يشرب الناس الحليب غير المبستر، المعروف أيضًا باسم الحليب “الخام”.
تشير إحدى الطفرات إلى أن الفيروس قد بدأ في التكيف مع البشر، وينتشر الفيروس عن طريق السعال أو العطس، لكن هذا لا يجعله فيروسًا بشريًا حتى الآن، ومع ذلك، يمكن أن يتغير كل شيء.
يقول ريتشارد ويبي، عالم الفيروسات، في سانت غود، ومدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للدراسات حول بيئة الإنفلونزا في الحيوانات والطيور، إن فيروس (H5N1) له في الأساس “خصائص فيروسات الطيور وليس خصائص الفيروس البشري”.
والخبر السار هو أنه، على حد علم العلماء، فإن فيروس (H5N1)، لا يزال غير متكيف مع البشر بدرجة كافية للانتقال بيننا.
لكن هذا لا يعني أن فيروس (H5N1) غير قادر على التحور بحيث ينتقل من إنسان إلى إنسان، وهو ما يقودنا إلى الحقيقة المؤسفة الثانية المتمثلة في عدوى الجهاز التنفسي .
وتعد الرئتان البشريتان مكانًا أكثر ملاءمة للفيروس، حيث يمتلك هناك فرصة أكبر للتحور، بحسب الدراسة.
والخبر السار في هذه الدراسة، أن إنفلونزا الطيور ليست “كوفيد-19″، واللقاحات قيد العمل، فقد أصبحت العناصر الرئيسية للقاح جاهزة بالفعل.
وبدأت الولايات المتحدة في تصنيع الملايين من اللقاحات باستخدام “فيروسات الإنفلونزا الضعيفة”، التي طورتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقد اختبروه بنجاح على الفئران والقوارض، ويمكن تقديم اللقاح في وقت لاحق من هذا العام.
ووفقا للدراسة، تمثل إنفلونزا الطيور تهديدًا وشيكًا يجب مراقبته، لكن في الوقت نفسه لا داعي للذعر.