سياسة

فوائد التطبيع الخليجي-الإسرائيلي.. قبالة الخسائر الفلسطينية

اعتبر الدكتور أيمن الرقب، السياسي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، أنه بعد مرور عام على التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، لم تتحقق أي استفادة لهذه الدول على الصعيد السياسي.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، الإمارات قد تكون استفادت على الصعيد الاقتصادي، وهذا غير ملموس، وحتى في موضوع التعاون العسكري لم يكن هناك أي استفادة، فشراء القبة الحديدة لا يعتبر مكسبًا، حيث فشلت في صد صواريخ محلية الصنع من قطاع غزة.

ويرى الرقب أنه على صعيد القضية الفلسطينية، تضرر الفلسطينيون، حيث تغيرت المعادلة السياسية، فبعد أن كانت فلسطين تتحدث عن اتفاقية سلام مع فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية قبل التطبيع، لكن ما حدث أن التطبيع بدأ قبل قيام الدولة الفلسطينية، وكأن فلسطين هي من أعاقت قيام الدولة وليست إسرائيل التي تنكرت لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد أن اتفاق أوسلو كان ينص على بدء التفاوض في الحل النهائي بعد 5 سنوات، وأن يكون بعد ذلك قيام دولة فلسطينية، وهذا لم يحدث حيث رفضت إسرائيل بشكل مطلق السماح بقيام الكيان والدولة الفلسطينية.

وتابع: “دول التطبيع؛ الإمارات والبحرين وحتى السودان التي كانت تسعى لرفع الحصار لم يستفيدوا، بل خسروا بكل تأكيد، وهذه الاتفاقية لا يمكن وصفها كاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل منذ ما يزيد على 40 عاما، حيث كانت لها ظروف خاصة وجاءت بعد حرب، وكسبت مصر منها إعادة ترتيب اقتصادها واستقرارها وتنميتها واستعادة كل أراضيها”.

وأردف بالقول: “في حين أن هذه الدول (الإمارات والبحرين والسودان) لا نجد أنها بعد عام استفادت بشكل ملحوظ من التطبيع، بل بالعكس نرى أنها خسرت عمقها العربي، ونحن كالعادة لا ننتدخل في شؤون الدول ولا نريد لهذه الدول أن تتدخل في شؤوننا، وإن كانت مقتنعة أن ما فعلته هو الصواب، فهذا لها، والتاريخ يحكم، ولكننا نقيس من زاوية خسارتنا كفلسطينيين فنرى أن ما فعلته لم يكن صوابًا، وأضر بالقضية الفلسطينية.

يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد قال في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” في وقت سابق، إن عملية التطبيع مع الدول العربية مستمرة في التطور.

وتابع لابيد: “منذ أكثر من شهر ونصف الشهر بقليل افتتحت مكتب تمثيلي في الإمارات العربية المتحدة، وقبل أسبوعين افتتحت مكتب تمثيلي في المغرب، والشهر المقبل من المقرر افتتاح سفارات”.

وأضاف: “أخطط لزيارة البحرين في وقت لاحق من هذا الشهر. نحن عازمون على توقيع اتفاقيات مع السودان، وآمل، بعد ذلك بقليل- مع عمان. لذلك، تستمر عملية تطبيع العلاقات مع الدول العربية – عملية شاملة. نحن سعداء جدا بذلك. لكن دعونا ندخر أكثر قليلا من أجل المستقبل. آمل أن تنضم دول أخرى إلى هذه العملية في السنوات المقبلة”.

فوائد اقتصادية

من جانبه، اعتبر المحلل الإماراتي، حسن إبراهيم النعيمي، أنه وبعد مرور عام على توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل وبعض الدول من بينها الإمارات، تركزت فوائد الاتفاق على الحانب الاقتصادي فقط، حيث كان هناك تبادل تجاري محدود، وشراكات في قطاعات محددة بين شركات القطاع الخاص.

وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك“، لا يزال مواطنو الإمارات متحفظين في الانفتاح الكامل على إسرائيل، لأن الفكر القومي العربي متجذر في وجدان الإنسان الإماراتي.

ويرى أن الإماراتيين يعتبرون قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأولى، بالرغم من ممارسات حماس والقيادات الفلسطينية العدائية لدول الخليج وانخراطهم في تحالفات مع الأعداء.

وتابع: “عل كل حال الشعب الفلسطيني أصبح على درجة كافية من الوعي وستكون له كلمة لتصحيح الأوضاع الفلسطينية وفي مسار قضيتهم، أما موقف شعب الإماراتي من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي”.