قضايا اجتماعية

فقط في سورية مطلوباً من الضحية شكر الجلاد

بقلم: عبد الكريم محمد

ثمة أشياء لا تصدق، أرسل لي صديقي العزيز كالعادة، فيديو مسجل لمجموعة معتقلين من ريف دمشق.. وقد شدي الشوق والفرحة المختلطان مع الحزن  والألم لأنظر لهذا الفيديو بلا ملل، علنى أكحل ناظري بمظلوم قد أعرفه..

وقد سجن لا لشيء مطلقاً، سوى أنه ينحدر من عائلة سنية وهو من أعطى هذه البلاد اسمها – سورية-..

أو كان قد حلم باستنشاق هواء الحرية يوماً، أو حتى قد يكون عابر سبيل من هذه المنطقة أو تلك، التي صاحت بعالي الصوت “إرحل إرحل يا جزار”.. “إرحل إرحل يا بشار”..

المهم يقترب أحد القتلة من سجين، وبهدوء يلقي عليه سؤاله الممض المصبوع بطعم العذاب والقهر.. يسأله أين كنت سجيناً ؟

السجين بصوت خافت جداً، كنت سجيناً بالأمن السياسي.. لم يدعه وشأنه بل انهال بالأسئلة، كم سنة سجنت؟

السجين، سجنت خمس سنوات ويرفع كفه تعبيراً عن عدد اصابع اليد، فكل اصبع في سنه، ليقول الحمد لله..

برشاقة الجزار وبجاحة القتلة، قال له اشكر الرئيس بشار على العفو، بيقظة من ذاك السلطان صاحب الحق قال له الحمد لله.. كرر الجزار طلبه، وكرر ذاك البطل المحرر حمده لله وحده..

لحظتها تمنيت أن أكون الشاعر بشار بن بورد، ويكون بشار الأسد أبي طوق في حانة مستوية حتى لا اتعب نفسي بالتدحرج من تحت إلى فوق..

لن يطول بالقتلة المقام، وكل من مارس حقده الطائفي القذر وأوغل في دمنا ذبحاً، سيلقى جزاءه آجلاً أم عاجلاً.. هؤلاء الوحوش، الذين يظهرون على هيئة آدمية هم أقذر المخلوقات على هذه الأرض، ومن يتعاطف معهم، بذريعة العقلانية والموضوعية ويسيس القضايا باعتبارها تحالفات، هم يستحقون أكثر مما يستحق الجلاد..

هؤلاء بكل تأكيد يجب عليهم أن يتأكدون من حمضهم النووي، وعلى أية قارعة طارق قد رزقت امهاتهم بهم سفاحاً من عابر طريق.. كان ينتظر بائعات الهوى..

تماماً كما انتظر أنيسة صلاح الجديد فكان بشار الذي اشتكى منه أبوه حافظ بالتربية والتبني لنائبه عبد الحليم خدام.. أحس بشار لا يحبني.   بعد أيام أيها الجوقة والمصفقون والقتلة والخدم والدواويث، أو أسابيعاً أو أشهراً حتى، ستشربون ما تبقى من كأس عذاباتنا، التي ستتحول في بطونكم صمماً لا محالة.. ولن يضيع حق من ورائه مطالب..