آراء

“غزو العراق وحشي وغير مبرر”.. ليست زلة لسان لجورج بوش الابن.. إنها الحقيقة

بقلم: أ. إياد مصطفى
على النظام العربي أن يتأدب قليلاً، وأن يحترم شرفه قبل احترامه للمجاميع المسماة شعوباً وقبائلاً.. لم يأت يوماً من الغرب ما يسر القلب.. خاصة أولائك الذين يرون بكل أهل الأرض “أغياراً”.. كفاناً دياثة وسقوطاً وكفانا انسحاقاً أمام ربائباً قد عينوا من الخارج ليكونوا نقمة على الداخل..

قلسطين ليست وحدها محتلة، بل كل الشعوب العربية محتلة بالنيابة، وأن الاحتلال الكولنيالي غير جلده بجلب بشر ليسوا منا، ليوظفهم رؤساء وأمراء وملوكاً، ويجعل من عابري السبيل وأبناء الحرام والزنى قادة لهذه الشعوب، أو إذا شئت الشعب العربي.. وليجعل من الحظيرة عسكراً وحثالة تأتمر بأمر ما يسمى عند بعض السفلة من أهل الدين بولاة أمورنا..

جورج بوش الأبن الرئيس الأميركي الأسبق لم يقع في زلة لسان محرجة، عندما وصف غزو العراق بـ”العمل الوحشي وغير المبرر”، في حين كان يقصد العمليات العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا المجاورة في فبراير الماضي.. بقدر ما هو الخرف الذي يعيد لتذكر الماضي أكثر من الحاضر بكثير..

وهذا الذي يتحدث عن الديموقراطية وعن دعمهما وإدانته العمليات العسكرية الروسية، في كلمة ألقاها بالمجمع الرئاسي الذي يحمل اسمه ويضم متحفا ومكتبة في مدينة دالاس بولاية تكساس.. هو وكل السياسات الأمريكية المتبعة، تمنع الديموقراطية عن الشعوب العربية والإسلامية، وأن الديموقراطية لهم دون غيرهم، مع العلم ما تزال رؤوسهم القاتمة تعيش أحلام عنصريتها البغيضة..
من الذي دمر سورية ومنع شعبها من نيل حريته، وقبل ذلك من عين ولداً معاقاً ابن سفاح ليرث المجرم حافظ الأسد، وقبل ذلك من ذبح الشعب اللبناني باسم قوات الردع العربية؟

من دخل إلى لبنان باتفاق مسبق وباتفاق وظيفي مع إسرائيل بلبنان، ومن هو صاجب التهديد بأنه سيجعل لبنان بحراً من الدم أليس السادات، للشروع في اتفاقات كامب ديفيد..

من أسقط الثورات العربية وجاء بالسيسي بمصر وسعيد في تونس ودمر سورية عن بكرة أبيها؟ بل من شرعن الدوخول الروسي – الإيراني إلي سورية، ليحول القضية برمتها صراعاً بين الطوائف ويفرغ روح الثورة من أهدافها ومضمونها؟

من هو الذي يعمل لالحاق الدمار بليبيا وأهلها، أليس الغرب الحاقد الطامع بخيراتنا في هذه البلاد، والنظام العربي هو عراب اللعبة بداية من زعران الإمارات وانتهاءاً بالإمعة رئيس النظام المصري غير الشرعي، الذي جيئ به لينقلب على الديموقراطية الفتية..

ليس مهماً ما أثارته “زلة اللسان” من تفاعل واسع على المنصات الاجتماعية، وما قاله المعلقون الساخرون بأن جورج بوش الابن كان صادقا عندما وصف الغزو الذي أطلقه عام 2003 بـ”الغزو الوحشي وغير المبرر”، حتى إن كان قد فعل ذلك بشكل غير مقصود.

المهم قوله أن الغرب حتى هذه اللحظة، يرى بالديموقراطية خطراً على مستقبله، وخطراً على مصالحه، وهذا الغرب لا يقل خطراً عن من يدعون الإيمان والإسلام، وضرورة بناء الدولة الإسلامية.. متناسين أنه لا يوجد في العقيدة لا وطنية ولا قومية، وأن العقيدة لا يمكنها أن تقونن ذاتها في بقعة على أرض محددة، خاصة وأنها جاءت للبشرية جمعاء..

ومتناسين أكثر هؤلاء السفله إن الدين عند الله الإسلام، بل ويتجاهلون قبالة ذلك الآية القرآنية: { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا} ، وقوله: { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}.

المهم الأيام دول، أي دورة من دورات الزمن ، وإن الزمن لن يقف عند هذا الحد لأن الزمن هو الله، وإن التاريخ لن ينتهي بهذا المشهد بل ستمر دورات ودورات تحقيقاً لقول الله تعالى : { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } [آل عمران:140].