قضايا اجتماعية

غرق مركب المهاجرين.. كان بفعل أجهزة النظام السوري

بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
مما يثبت بأن غرق المركب حدث بفعل فاعل وتعرضه لاطلاق نار حسب ما ذكر العميد الركن عبد الرحيم صبوح، نقلا عن مصدر خاص له بأحد الفروع الأمنية : ( أن القارب الذي غرق قرب الساحل السوري ومات فيه قرابة ما يزيد على 90 شخصا من سوريين وفلسطينيين ولبنانيين تم اغراقه من قبل سلطات الأمن السورية بعد أن تم إطلاق النار عليه وتركه ولم يتم إنقاذ البشر إلا بعد يوم من إغراقه طبعا من بقي على قيد الحياة وهي رسالة من بشار الأسد لكل من يحاول الهجرة خارج الوطن ومن أجل أن يتعلم حب الوطن ).

هناك قرائن أخرى لا تقل أهمية عن قرينة إطلاق النار، و هي قيام فرق الانقاذ البحرية بعملها عندما أخبرت بوجود الجثث، ثم تعليق عملها بعد ساعات بذريعة أرتفاع أمواج البحر والاكتفاء بالمراقبة من قبل المراصد البحرية ، أي بمعنى آخر مراقبة وصول الجثث لشاطئ البحر ، بينما كان أهالي أرواد و مراقب الصيد تجوب البحر لعلها تنقذ من تجده يلفظ أنفاسه الأخيرة.

نعم جريمة غرق المركب لم تخرج من يد النظام الطائفي القاتل المجرم.

فهل من المعقول حدوث كارثة وتعلق أعمال فرق الإنقاذ مهما كانت الظروف سيئة إلا بأمر سلطوي أمني دفعهم إلى ذلك ؟!!!

وما هي الظروف المناسبة لفرق الإنقاذ لتعمل وتقوم بواجبها في حال حدوث الكوارث ؟!!! فعملها يجب أن تقوم به في كل الظروف و المفترض بأنها مجهزة ومعدة لذلك مهما كان الظرف سيئا ؟!!!

و لنفرض بأن الأمواج عالية فهل ستنتظر لتبتلع جميع من في المركب و يقضى عليهم و بعدها يتم تجميع جثثهم بعد سكون البحر ، ذريعة غير مقنعة لأحد و هي كاذبة للتغطية على فعل و جريمة متعمدة.

و من خلال النتيجة أيضا نستنتج مصلحة النظام الطائفي القاتل المجرم وهي اعتقال من تم إنقاذهم بذريعة بأنهم مطلوبين للنظام على خلفية التهم التي تلصق بكل من خرج ضد النظام و هي الإرهاب، أو كونه مطلوب للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية العسكرية، كما ذكرت العديد من المصادر و منها تلفزيون الجديد اللبناني و المقرب و الشبه موالي للنظام الطائفي القاتل المجرم.

و مهما كانت أسباب غرق المركب و غيره و الكوارث التي تعرض لها الشعب السوري للفرار من الجحيم السوري الناتج عن الحرب التي فرضها النظام عليه كونه طالب بحريته و كرامته، فإن النظام هو السبب المباشر والمسؤول الأول عما يتعرضون له من غرق في البحر أو ضياع وموت في الغابات، أو موت من البرد والعوامل الجوية في محاولاتهم للعبور إلى شط النجاة، أو قنص و قتل على حدود هذه الدولة أو تلك.

وستبقى المأساة السورية متقيحة وتنزف دما وآلما وبؤسا ومعاناة حتى خلاصنا من النظام الطائفي المجرم والعصابة الحاكمة التي تسيره .