بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
سؤال قد يغمز و يلمز بأمر ما، و مهما كان دافع من يطرح السؤال، فأنني أقول بأن الثورة مازالت مستمرة ولم تخمد ولم تقمع لتنتهي.. ومازالت سورية زاخرة بثوارها وأحرارها وأبطالها الثوريين، الذين بدأوا مرحلة ثورية جديدة بعد تعرض الثورة أثناء مسيرتها لانتكاسات متتالية.. لأسباب جميعنا يعرفها و لا داعي في هذه العجالة للخوض فيها.
وعصب عماد هذه المرحلة والرافعة الأساسية فيها، جيش التحرير الشعبي، الذي يخوض فيما يعرف بالأدبيات الثورية بمسمى حرب الأشباح او الأغوار أو حرب العصابات، التي تعتمد باستراتيجيتها وتكتيكاتها أساليب الكر والفر، أضرب وأهرب ، حقق هدفك و ذوب في الحاضنة الثورية كأنك لم تفعل شيئا، والتزم في السرية المطلقة في عملك الثوري.
فهذه المرحلة هدفها استنزاف وتأكل قوى وطاقات وإمكانيات العدو، تمهيدا لهزيمته هزيمة ساحقة وتحقيق النصر المؤزر، خاصة بعد تحولها لحرب شعبية عامة يشارك فيها الجميع بما يستطيع من قوة و طاقة وإمكانية وزجها في هذه الحرب، خاصة أولئك الذين يجدون بأنفسهم أبطالاً في تحقيق أهدافها.
أما بالنسبة لداعمي النظام الطائفي القاتل المجرم من الدول، فعندما يصلون لقناعة تامة تحت وقع وتأثير هذه الحرب بأن خسائرهم تفوق أضعاف مضاعفة من مكاسبهم المحققة في سورية، سيسنحبون مدحورين يجرون ذيول الهزائم خلفهم، والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى.
عود على بدء، للإجابة على السؤال الذي استفتحنا به القول، نؤكد مرة أخرى: نحن لا ننقل إلا أخبار ما يقوم به أبطال جيش التحرير الشعبي والثوار والأحرار، الذين يمارسون استراتيجيته وتكتيكه.. بعيدا عما ترسخ في أذهان البعض من الفصائلية المقيتة التي مزقت الصف الثوري واستهلكت الكثير الكثير من القوة و الطاقة الثورية.
فكل عمل ثوري يقوم به ثائر وحر هو تراكم ثوري يصب في مصلحة الثورة و نتيجتها العامة، التي ستتحقق (بعون الله و مشيئته ) وتحقيق النصر الناجز المؤزر، و لو كان هذا العمل عبارة عن ضربة بسيطة تستهدف أو تصيب عنصر للنظام الطائفي القاتل المجرم.. فليس همنا تعزيز وترسيخ وجود فصائلي ما بقدر ما الهم الذي يدفعنا لتعزيز و ترسيخ الثورة و الروح الثورية ونجو النصر المؤزر..
والعصبية المقيتة لهذا الفصيل أو ذاك ليس من أخلاقنا الثورية، كونها مزقت الثورة و ادخلت الفصائل في متاهة الصراعات الفصائلية، وحرفت الثورة عن بوصلتها و مسارها وهدفها المنشود.