آراء

عن أية ديموقراطية يتحدث العالم؟

بقلم: أ. إياد مصطفى 

كثيرة هي الأسئلة الممضة والمضنية، خاصة تلك التي تتحدث عن الديموقراطية وما بعد الديموقراطية، تلك التي باتت تعرف بالليبرالية.. 

بداية لا بد من تبيان ماهية الديموقراطية، حتى يتسنى لنا قول ما إذا كان هناك ثمة ديموقراطية أو نظام ديموقراطي واحد على وجه المعمورة من عدمه..

فالديمقراطية بما تعرف أنها منظومة فكرية ثقافية واجتماعية، تؤمن بحماية الرقع المحمية للبشر، بمعزل عن ما يعتنقوه من أفكار وقناعات تخصهم وحدهم.. 

هذه المنظومة بكل تأكيد تقوم على أساس من العدالة الاجتماعية الصارمة، التي تحافظ على الحقوق، وتؤكد على حيوية الواجبات باعتبارها القوانين السائدة التي تنظم حياة المجتمعات..

ناهيك على أن الديموقراطية ليست ظاهرة مختزلة بحجم الناخبين، الذين لا يتجاوز عدد من يحق له التصويت 22% لا أكثر.. بل هي منظومة حياة، لا بد من التقيد بها بعيدا عن مصالح الشركات والفئات والشرائح الضيقة في المجتمعات.. وبعيداً عن المظاهر العنصرية والجهوية والعرقية والقومية والدينية..

أي أن الديموقراطية لا يمكنها أن تؤسس لجيوش تغزو الشعوب الفقيرة، بقدر ما هي مطالبة برفع سوية الحياة على هذه الأرض، لتصبح الديموقراطية القاعدة الذهبية للتعايش بين الشعوب..

والحقيقة أن كل ما تقوله الأنظمة المدعية للديموقراطية عن الديموقراطية، هي كذبة وخدعة كبرى، لتكون مظلة للصوص والقتلة والمجرمين لا أكثر..

عن أية ديموقراطية يتحدثون هؤلاء الأوغاد، والمجتمعات محكومة بشركات جهنمية، تمنع عن أهلها سبل العيش الكريم، لتصبح البلدان والمجتمعات ملكاً لفئة ضيقة من اللصوص المتحالفين مع الأمن في الداخل وعساكر العدوان على الشعوب في الخارج..

ما يهمنا قوله، أنه لا يحق لدولة على وجه الأرض أن تدعي الديموقراطية، وأساطيلها تفرض الإتاوات على الشعوب الفقيرة، وهي بالأصل تفتقد في داخلها إلى العقد الاجتماعي وشبكة الأمان، التي من خلالها تقدم الخدمة المدنية في الحفاظ على حياة الأفراد والجماعات على حد سواء..

بكلام آخر الديموقراطية منظومة حياة، وقوانين أخلاقية صارمة بما يخدم كافة الفئات والشرائح والطبقات.. ناهيك على أنها تؤسس دائما لعقد اجتماعي سليم وصحيح يقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون..

دون ذلك الديموقراطية سلاح للصوص والقتلة، الذين يظهرون بياقات براقة وشعارات منمقة، وهم من يمارس كل أنواع الموبقات أقلها السرقة والقتل.. وما الخراب الذي نشهده إلا تأكيداً على أن الديموقراطية المطروحة ليست سوى سلاحاً للقتل ونهب خيرات الشعوب لا أكثر.