آراء

عنوان القادم.. لعبة القرد على قفى الأسد

بقلم: عبد الكريم محمد

ليس من قبيل التندر، بقدر ما سيحمله القادم من تغيرات مذهلة، ستطال العالم بأسره من دون استثناء.. البعض غالباً في تفسيره أو تناوله لأي شأن دولي، ما يسارع إلى استحضار الدول الأكثر فقراً في العالم، باعتبارها مثلاً ليقيم عليها استنتاجاته..

ليس مهماً ما يقوله هؤلاء المحكومون بظروفهم وحسب، العالم اليوم يدخل مرحلة “لعبة القرد على خلفية الأسد”، خاصة بعدما شارف هذا العالم بعجره وبجره على مرحلة الشيخوخة غير المبكرة..

فلم تعد تنطلي على القردة، أن الأسود تمارس مهنة القوادة لتتحصل على بقايا ما تجلبه، اللبوات من بقايا الجيف من سوق دعارة النمور.. أو ما يتيسر لها من اقتناص الفرائس المريضة أو الضعيفة، كما درجت العادة..

ليصبح القرد اللاعب الأكبر من أعالي أشجار جوز الهند.. عندما يحوّل الجوز إلى سلاح فتاك، يطال به الفصائل المفترسة جرائها قبل كبارها.

اليوم بات يعرف القرد جيداً، أن دارون وضعه بمصاف الأمم الأولى، هذا الإدراك وهذه المعرفة منه، بمعزل عن صحتها من عدمها، بدأت تدفعه تجاه حركات واثقة الخطى، في استجماع ما يمتلك البشر والحيوانات المفترسة وحتى البغاث والغربان والصقور..إلخ؛ ليبدأ بلعبته الكرنفالية، التي ستقدم النموذج والمثل، في ساحتي العيد من جهة، وسراديق العزاء والقبور الداثرة من جهة أخرى.

والأهم في عالم القردة، على ما يبدو، أنهم سيقطعون الطريق، على كل هؤلاء في إعادة ترتيب أوضاعهم، أو حتى الحصول على فتات قد يسدون بها رمقهم.. بعد أن اكتشفوا أن ما يسمى بعلم التجارة والاقتصاد والخطط الراهنة والمتوسطة والمستقبلية، لا تختلف كثيراً عن ما يقوم به السنجاب في تخزين الجوز والبلوط في جحره، قبل حلول الشتاء ضيفاً ثقيلاً عليه..

بل ولا تختلف كثيراً عن ما تقوم به جيوش النمل وبائعي البسطات في المدن المترامية الأطراف، المبهرة بأضوئها وأبراجها وناطحات سحابها.. وضجيجها الذي يصم الآذان ويزيغ عين الناظر..

المهم بات مطلوباً، أن يدرك العالم، أننا سنشهد هذه اللعبة الآخذة ما بين القردة وسواهم، ممن صدقوا الكذبة الكبرى، أنهم الأقوى على الدوام.. سنوات وسنرى النتائج بكل ما تحمله، من مفاجآت كبرى لم تكن بالحسبان.