أدب

عندما تنهمر الدموع

بقلم: عبد الكريم محمد

لا تصدق أن دموع الفرح مدعاة للفرح، بل هي التقاء بين حنين وآخر، يجسرهما الحزن الدفين.. وعندما تنهمر الدموع مدرارة ثمة شيئاً ينهار، لتصبح الحرقة والحنين والألم والأمنيات.. أكواماً من موتى كانوا بالأمس يملؤون الفراغ ضجيجاً، لتعود الحياة صمتاً رهيباً كما بدأت بالأمس.. لا أكثر.

بعضهم قال عن تلك اللحظات، بأنها استراحة للحزن كما استراحة المحارب والمهاجر والهاجر، بينما رد بعضهم الآخر بالقول، أن خلف كل دمعة قصة تحكي حكايتها تلك الجفون المليئة بالدموع لتنام على جنبات العيون نعساً، أو ما يشبه النوم قليلاً بعد السهر.

دعك مما يقولون ترفاً بالقول، فالدموع يا صديقي حبر يخط ذكريات الأحياء، وإن كانت تدعي نحيبها على الأموات الذين رحلوا، دونما استئذان أو اخبار عن لحظة الرحيل..

فللدموع لغة يفهمها من يقوى على اكتشاف لحظة الحزن، كما استحضار لحظة الفرح.. يفهمها من يقرأ العيون وما تخبئ من أسرار دفينة حملت قاموس الأشياء بلحظاتها الفارقة.. لتؤشر على نتف الحياة.. نتفة، نتفة..

لترسم لوحة مزركشة بألوان قوس قزح.. بتلك الرموش التي جعلت من نفسها ريشة ذاك الرسام، المتأمل لتلك اللحظات العابرة.. تفاصيلاً لكل المشاعر، التي نحملها بين ظهرانينا.