بقلم: عبد الكريم محمد
وحدها السنابل عندما تموت، تعيد الحياة خضرة ليوم قادم طال انتظاره.. وحدها السنابل تصبح يباساً لتعيد دورة الحياة الأبدية إلى سابق عهدها..
وحدها السنابل من يقوى على التحدي، ليوحد بين زرقة السماء وفرح الأحياء بيوم ربيعي، آخر.. بعد أن فقد الأحياء لحظات الأمل بالتأمل، وبقايا الحنين لأيام ما تزال ملء الذاكرة..
قل وحدها لا تخاف العبث، وإن تحولت بلحظة إلى كومة من قش وغبار.. ووحدها من يدرك، أن لا مكان يعطي للسمو قيمةً، لأن السمو رفيق للهواء وأخ للماء وصديق درب للغرباء.. التي قذفت بهم العواصف رغماً عنهم، لحقول وملاعب لم تكن بحسبانهم.. قبل مناداة المنادي بعالي الصوت من هول العاصفة..
كن حبة من قمح.. كن إبناً لتلك السنبلة، وانثر شظاياك في الآفاق، لتعيد للحياة فصلاً آخراً.. إذا ما قوييت.. أو حالفك الحظ يوماً على أن تكون.