أدب

عندما تموت الأحلام

بقلم: عبد الكريم محمد

لا حاجة لمعابد متهالكة أو بقايا من أوابد.. ولا لرسوم دارسة قد أحتضنت بقايا الموتى، الذين رحلوا، ولم يبق إلا بعضاً من أثر..

عندما تموت الأحلام، يصبح السكون سيد الأشياء، لا حاجة لمشيعين ولا مودعين.. لا حاجة للموسيقى الجنائزية، التي قد تفض ذاك الصمت المريب..

لا لشيء سوى إحداث الضجيج.. وبعض من حضور بلا طعم أولون أو رائحة..

لا حاجة لإشراقة الشمس.. وجدائلها التي كانت يوماً تشبه، ذيل تلك الفرس المجدلة.. وكأنها سنابلاً قد صكت من ذهب.. مستعيرة بعضاً من بريق الياقوت.

بل لا حاجة لانتظار انتصاف الوقت، حتى يصبح الهلال بدراً.. كي تلتقي الشياطين والملائكة على هيئة البشر، لتعلن أفراح زفاف الحورية على ذاك الشيطان.. الذي قد وجد من العدم، لينتهي إلى ضالته.. بُعيّد الرحيل.

دعك من النواح… دعك من الدموع واستحضار الذكريات.. دعك من الحنين.. لا مكان بعد الآن لك، أيها الزاهد المعزول في زوايا غربتك..

فقد خلع الكون رداءه، وأصبحت شجيرات العفة، بلا ورقة قد تستر عورتها.. وبات الريح سيد زناة هذه الأرض..

أما أنت ابقي وجهك حيث أنت؛ مصداً..

لا تولّي الأدبار للنسائم، بعد أن تحولت عن ما كانت عليه.. حتى لا يقال عنك.. رجلاً على هيئة غانية.. هدرت عفة الأشياء مع الرياح المارقة. ولم تبق للقبائل الراحلة.. إلا بعضاً من العار..

 وعلماً كان قد اعتلا يوماً، خيام بائعات الهوى، على مفارق الطرقات.