فُقد ما لا يقل عن 30 شخصًا، وتوفيت امرأة حامل، وذلك إثر غرق قارب مطاطي في وسط البحر الأبيض المتوسط يوم أمس.
وتمكن فريق على متن سفينة البحث والإنقاذ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود “جيو بارنتس” من إغاثة 71 ناجيًا كانوا على متن قارب مطاطي متهالك، وتدعو الآن المنظّمة السلطات المالطية والإيطالية إلى توفير مكان آمن لإيواء الناجين في أسرع وقت ممكن.
ويقول قائد فريق البحث والإنقاذ على متن سفينة جيو بارنتس،ريكاردو غاتي: “بالأمس واجهنا تحوّل أسوأ كوابيسنا إلى واقع. فور عثورنا على القارب واقترابنا منه، أدركنا أنّنا أمام عملية إنقاذ صعبة، إذ كانت المياه تتسرب إلى القارب وتحاصر عشرات الأشخاص، فيما بات الكثير منهم في الماء”.
وتقول قائدة الفريق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود على متن السفينة ستيفاني هوفستيتر، “إنّ الناجين منهكون. ابتلع الكثيرون كميات كبيرة من مياه البحر وعانى العديد من الأشخاص من انخفاض حرارة الجسم بعد قضاء ساعات طويلة في الماء. كذلك يعاني ما لا يقل عن 10 أشخاص، معظمهم من النساء، من حروق متوسطة وشديدة سببها الوقود ويحتاجون إلى علاج إضافي غير متوفر على متن السفينة”.
ويقول رئيس بعثة عمليات البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود خوان ماتياس جيل: “يشكّل الحدث الصادم هذا إحدى نتائج تزايد إهمال الدول الأوروبية ودول حدودية أخرى، بما في ذلك إيطاليا ومالطا، وعزوفها عن القيام بعمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط. كما لا تزال المآسي في البحر تحصد أرواح الآلاف، ويموت هؤلاء الأشخاص على الأبواب الأوروبية بينما تلتزم دول الاتحاد الأوروبي الصمت المطلق وتستمر بعدم المبالاة”.
ويضيف جيل: “لا تستطيع منظمات البحث والإنقاذ تلبية الحاجة الهائلة التي يخلفها هذا الفراغ بمفردها. فنحن لا نمتلك القدرة للقيام بذلك، كما أنّ هذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومات. وأظهر لنا ما حدث بالأمس أننا لا نستطيع بمفردنا توفير استجابة سريعة وكافية. إذًا متى ستتدخل هذه الدول؟”.