أدب

على جنبات اليم

بقلم: عبد الكريم محمد

على جنبات ذاك اليم، تتكئ الأحلام غفواً من تعب وأنين.. على جنبات اليم، ترحل الأزمنة كقوافل الغجر هجيجاً.. نحو المجهول بلا مودعين.. على جنبات اليم، تسمع الهمس طنين نحل.. وقد غادرته الورود برحيقها، رحيلاً بصمت بعد طول سنين.. 

غادرتنا الأيام غادرتنا اللحظات.. لتأخذ منا شهد القلوب خلسة، كالسراق بعد منتصف الليل.. قبل الفجر..غادرتنا صغار العصافير..

 أصبحت القبيلة ممالكاً لأعشاش، شادها العابرون يوماً من قش وطين.. خوت على عروشها المدائن والبلاد.. بعد أن تحولت غولاً، سقط من السماء يلتهم العباد.

لم يبق إلا شواهداً لبقايا القبور والأوتاد.. وعجوز كان قد نسيها الزمن من قوم عاد.. أوشحة ظلام وحزن وأصوات من تعب لأناس منسيين.. 

هي اللحظات والأيام كما السنين.. أسراب من الجراد الراحلين بلا مستقبلين.

على جنبات اليم بقايا شباك خانتها المراكب.. وعاشقان ماجنان من بقايا قوم لوط.. يبحثان عن صداقة ذاك البحر.. الهائج غضباً، أو إذا شئت قل، حزناً على ذاك الرحيل..