أكد علماء الفلك أنه تم إخراج ضوء الأشعة تحت الحمراء الساطع المشتعل من مجرتين في عملية الاندماج من مخبئه.
حدد علماء الفلك باستخدام “غوست” الموقع الدقيق للضوء، خلف جدار سميك من الغبار يحجبه بأطوال موجية أخرى، وأكدوا أن كل ما ينتج الضوء غير معروف حتى الآن، لكن تضييق مكانه سيساعد في معرفة ما هو عليه، وكيف يضيء بشكل أكثر سطوعا مما كان متوقعا.
وقالت عالمة الفيزياء الفلكية هانا إينامي، من مركز هيروشيما للعلوم الفيزيائية الفلكية في جامعة “هيروشيما” في اليابان: “لقد جلب لنا تلسكوب جيمس ويب الفضائي مناظر جديدة تماما للكون بفضل امتلاكه أعلى دقة وحساسية مكانية على الإطلاق في الأشعة تحت الحمراء”.
وتابعت إينامي: “أردنا العثور على “المحرك” الذي يعمل على تشغيل نظام المجرة المدمج هذا. كنا نعلم أن هذا المصدر كان مخفيا بعمق بواسطة الغبار الكوني، لذلك لم نتمكن من استخدام الضوء المرئي أو فوق البنفسجي للعثور عليه. فقط في منتصف الأشعة تحت الحمراء، التي تمت ملاحظتها باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، نرى الآن أن هذا المصدر يتفوق على كل شيء آخر في هذه المجرات المدمجة”.
وأكدت إينامي: “على الرغم من أن الكون هو في الغالب مساحة فارغة، إلا أن عمليات الاندماج بين المجرات ليست شائعة، ويتم رسم المجرات الضخمة معا عن طريق سحب الجاذبية، وتتحد لتشكل مجرات أكبر”.
وأوضحت إينامي أنه تم العثور على العديد من الأمثلة لعمليات اندماج المجرات في مراحل مختلفة من الكون الأوسع، لكنها عملية بطيئة يمكن أن تستغرق ملايين إلى مليارات السنين.
وتابعت إينامي على الرغم من أن المجرات هي في الغالب فضاء، إلا أن النجوم يمكن أن تتصادم بعضها مع بعض، أو تتفاعل جاذبيًا لتعطيل مدارات بعضها بعضا.
يمكن أن تصطدم سحب الغاز المكون للنجوم بين النجوم ببعضها بعضا، مما يولد صدمات يمكن أن تؤدي إلى موجات غاضبة من تكوين النجوم تعرف باسم انفجار نجمي، مرئية مثل ضوء الأشعة تحت الحمراء المتلألئ من سحب الغبار.
هذا ما توقع العلماء رؤيته عندما حولوا تلسكوب سبيتزر الفضائي بالأشعة تحت الحمراء إلى اندماج مجرة على بعد 500 مليون سنة ضوئية تسمى “آيزو096” في عام 2010.
بدلا من ذلك، وجدوا ضوء الأشعة تحت الحمراء الساطع في منتصف الاصطدام المستمر. لسوء الحظ ، لم يكن سبيتزر يقدم دقة عالية بما يكفي للعثور على الموقع الدقيق لمصدر الضوء، وكان لا بد من وضع اللغز جانبا، حسب مجلة “sciencealert” العلمية.
وجد العلماء أن المصدر يشكل نحو 70 % من ضوء الأشعة تحت الحمراء المتوسطة المنبعث من المجرات المندمجة. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن المجرتين معا تمتد حوالي 65000 سنة ضوئية، فإن نصف قطر مصدر الأشعة تحت الحمراء يبلغ 570 سنة ضوئية كحد أقصى، وهذا يشير إلى أن مصدر الانبعاث مضغوط للغاية.
ونوّه العلماء أن المادة المحيطة بالثقب الأسود النشط ينبعث منها الكثير من الضوء، وأن الثقوب السوداء الهائلة في مراكز المجرات يمكن أن تندمج عندما تلتقي في مركز الاندماج، ولكن موقع الضوء غريب، إنه ليس في مركز أي من المجرتين حيث تتوقع عادة العثور على مثل هذا الثقب الأسود.
وقال إينامي: “نريد أن نعرف ما الذي يمد هذا المصدر بالطاقة، هل هو انفجار نجمي أم ثقب أسود هائل؟”.
وأشار العلماء إلى أنه “سنستخدم أطياف الأشعة تحت الحمراء المأخوذة مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي للتحقيق في ذلك، وكما أنه من غير المعتاد أن يقع المحرك خارج الأجزاء الرئيسية للمجرات المدمجة، لذلك سوف نستكشف كيف انتهى هذا المصدر القوي هناك”.
يأمل الباحثون أن يؤدي التحليل المستقبلي إلى تحديد مصدر الضوء الساطع الغامض. وفي الوقت نفسه، يخططون لمزيد من الملاحظات للمساعدة في توصيف الغبار والغاز في وحول الاصطدام المستمر والغريب.