وجد علماء الأحياء الأمريكيون في تجربة أجريت على إناث الفئران أن مضادات الأكسدة تبطئ إلى حد بعيد موت الخلايا العصبية وتدهور وظائف الدماغ أثناء التعرض طويل الأمد للأشعة الكونية.
ونشر العلماء نتائج الدراسة بهذا الشأن في مجلة Journal of Neurochemistry.
وجاء في مقال نشره العلماء: “لأول مرة درسنا تأثيرات نظير الأشعة الكونية على دماغ الفئران الأنثوية واختبرنا ما إذا كان من الممكن تقليل تأثيره على الجهاز العصبي عن طريق مضادات الأكسدة أو الأدوية المضادة للالتهابات. وأظهرت تجاربنا أن إضافة مثل هذيْن العقاريْن إلى النظام الغذائي للفئران أدى إلى تحسين قدرتها على التمييز بين مجموعات الحوافز المتشابهة، كما ارتفعت قدرتها على التعلم.
وتحقق هذا الاكتشاف من قبل مجموعة من علماء الأحياء الأمريكيين بقيادة الأستاذة بجامعة ولاية بنسلفانيا أميليا إيش أثناء دراسة مدى تأثير نظير الأشعة الكونية على أدمغة العديد من فئران المختبر. وفي الماضي كانت هذه التجارب تجرى على الذكور فقط، مما جعل من الصعب القول على وجه اليقين ما إذا كانت هناك اختلافات في تأثيرات هذه الجسيمات على ممثلي الجنسين المختلفين.
وللحصول على هذه المعلومات تمت تربية عدة عشرات من إناث الفئران وتقسيمها إلى عدة مجموعات، وتم إشعاع كل منها لعدة أيام باستخدام نظير مختبري للأشعة الكونية، وهي مجموعة متكونة من 33 نوعا مختلفا من الأيونات الثقيلة المتسارعة إلى سرعات قريبة من الضوء. وتناول بعض الفئران طعاما أضاف إليه العلماء عقار CDDO-EA المضاد للأكسدة والالتهاب.
وأظهرت الدراسات اللاحقة أن الأشعة الكونية كان لها نفس التأثير السلبي على دماغ الإناث كما هو الحال عند الذكور، لكن اكتشفت في الوقت نفسه بعض الاختلافات في طبيعة تأثيرها على القدرات المعرفية. وعلى وجه الخصوص، وجد العلماء أن الجسيمات المشحونة أضعفت قدرة الإناث على التعرف على مجموعات مماثلة من المحفزات والاستجابة لها، بينما حدث العكس في التجارب التي أجريت على الذكور المعرضين لكميات مماثلة من الأشعة الكونية، مع ذلك وجد العلماء أن هذه التغييرات في وظائف الدماغ والتغيرات المرتبطة بها في بنية الجهاز العصبي وفي عملية تكوين خلايا عصبية جديدة كانت أقل وضوحا في الحالات التي كانت فيها المادة CDDO-EA موجودة في النظام الغذائي للفئران.
ويشير ذلك إلى أن مضادات الأكسدة تبطئ تدهور الدماغ الناجم عن الأشعة الكونية، ويمكن الاستفادة من هذا الأمر عند استخدامها لتطوير أساليب لحماية الصحة المعرفية للمسافرين المستقبليين إلى كواكب أخرى.