بقلم: عبد الكريم محمد
درجت العادة على مدار تاريخ وجود البشرية، غير المعروف حتى هذه اللحظة، على صناعة أبطال خارقين، فمنهم من أطلق الأسماء أو الصفات الخارقة، التي لا يمكن لأحد أن يلامسها حتى، ومنهم الآخر من أعطاها صفة القدسية، حتى أنه وصل في حدّ تقديسه إلى إعطائه صفات الخالق، ليرى فيها تجسد اللاهوت في الناسوت..
ليصبح هذا البطل وذاك الخارق والشجاع، الذي لا يمسه الباطل من أمامه أو من خلفه، أيقونة لا يجوز التحدث باسمها أو عنها، إلا بإذعان المتحدث إجلالاً وتقديساً، لحضرة صاحب الزمان.. والمهيمن على العقول والقابض على النفوس قبل المكان.
بل قد يخال السامع منا، عن ذاك العظيم غير المتخيل في عظمته، أنه عروس في يوم زفافها، تشبه ملائكة الرحمة، التي لا تأكل ولا تشرب، ولا تبحث عن بيت للخلاء لتقضي حاجتها.. لأنها ليست كالبشر أصلاً..
هذه الحقيقة كنا نحملها قناعة شبه مطلقة، بل ننظر للباسها الأبيض عند الصباح، ليس باعتبارها حورية وحسب، بل ملاكاً له طابعاً من القدسية الخاصة، باعتبارها مخلوقاً نزل من السماء على هذه الأرض، ليكون ضيفاً عند صاحب الحظ السعيد.
المهم بعيداً عن التفاصيل، اليوم وبعد التطور المذهل والكبير، بدأنا ندرك أن كل عظماء الأرض الذين سبقونا، مجرد رجال عاديين، استخدموا مهاراتهم الفردية التي تحمل بعضاً من التميز، كالعرائس وبائعات الهوى، اللاتي يتميزن بها، ليسجلهم من حولهم بأنهم عظماء في أممهم، كفرعون وما تبعه من فراعنة كثر فيما بعد..
هؤلاء العظماء والخارقون ليسوا صوراً مجوفة وطبول فارغة وحسب، بل عاثوا في الأرض فساداً، بين السيادة والحضرة والسماحة والنيافة والجلالة.. وقس على ذلك من مسميات وألقاب وأوصاف، التي قد تتجاوز دفتي كتاب من الحجم الكبير.