
أفاد تقرير إسرائيلي بأن المؤسسة الأمنية فوجئت بكشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تفاصيل سرية عن عملية الـ”بيجرز” ضد “حزب الله”، دون تنسيق مسبق مع الجهات المعنية.
وأثناء مشاركته في مؤتمر نظمته وكالة Jewish News Syndicate مساء الأحد، كشف نتنياهو أن إسرائيل قصفت جهاز مسح ضوئي كانت إيران قد أرسلته إلى لبنان بعد أن شك حزب الله بأن أجهزته مفخخة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف الجهاز ومشغله أيضا.
وقال نتنياهو: “علمنا أن حزب الله أرسل ثلاثة أجهزة نداء لفحصها في إيران. كنا قد قصفنا سابقا جهاز المسح الذي كانوا يخططون لجلبه، فتخلصنا منه ومن الرجل الذي يديره”.
وأضاف أن قرار تفعيل الأجهزة جاء بعد هذا التطور، إذ لم يكن هناك مبرر للمزيد من الانتظار.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هذه التفاصيل خضعت في السابق للرقابة الأمنية الصارمة، نظرا لحساسيتها الشديدة ولما قد تحمله من خطر على مصادر الاستخبارات وعملياتها.
ورغم أن القانون يمنح رئيس الوزراء صلاحية الكشف عن معلومات سرية، إلا أن العرف السياسي والأمني في إسرائيل يقضي بأن يتم هذا النوع من التصريحات الحساسة بالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية المختصة، وهو ما لم يحدث هذه المرة، بحسب ما نقلته القناة 12.
ويأتي هذا الجدل في وقت يواجه فيه مكتب رئيس الوزراء بالفعل أزمة أخرى تتعلق بتسريب وثائق سرية.
ففي نوفمبر الماضي، وجهت إلى إيلي فيلدشتاين، المتحدث باسم نتنياهو، تهمة الإضرار بالأمن القومي في قضية تتعلق بسرقة وتسريب مادة من وثيقة سرية تابعة للجيش الإسرائيلي إلى صحيفة “بيلد” الألمانية، في محاولة لتشكيل رأي عام مؤيد لنتنياهو.
كما أن فيلدشتاين متورط، إلى جانب اثنين من كبار مساعدي نتنياهو، في ما يعرف إعلاميا بـ”قطرغيت”، حيث يشتبه بتورطهم في عدد من المخالفات المرتبطة بعملهم مع شركة ضغط موالية لقطر، من بينها الاتصال بوكيل أجنبي، إضافة إلى سلسلة من تهم الفساد التي تشمل التعامل مع جماعات ضغط ورجال أعمال.
يذكر أنه في السابع عشر من سبتمبر، انفجرت آلاف أجهزة النداء اللاسلكية (pagers) التي كان يستخدمها عناصر حزب الله في مختلف أنحاء لبنان، ما أدى إلى إصابة من كانوا يحملونها ومقتل أكثر من عشرين شخصا.
وفي اليوم التالي، انفجرت مئات أجهزة اللاسلكي (walkie-talkies) أيضا، ما أسفر عن إصابة أو مقتل عدد إضافي من العناصر. وكانت إسرائيل قد زودت هذه الأجهزة بمتفجرات صغيرة أثناء عملية تسليمها لـ”حزب الل”ه، بحيث يمكن تفجيرها في الوقت المناسب كجزء من خطة أمنية معقدة.
المصدر: “تايمز أوف إسرائيل”