كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الثلاثاء، عن وجود خطة صينية لعقد قمة “غير مسبوقة” تجمع مسؤولين إيرانيين وأخرين يمثلون دول مجلس التعاون الخليجي.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة – لم تسمهما – قولها إن القمة “ستعقد في العاصمة الصينية بكين في وقت لاحق من العام الحالي، في أعقاب الاستئناف الكامل للعلاقات الثنائية بين السعودية وإيران”.
وتأتي هذه التقارير بعد أيام من نجاح بكين في الوساطة بين الرياض وطهران من أجل التوصل لاتفاق، يضع حجر الأساس لاستئناف العلاقات بين الدولتين.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ زار السعودية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث يعتقد أنه عرض اقتراح عقد قمة مع مسؤولين إيرانيين آنذاك، وفقا للمصدر ذاته.
وفي السياق، أشارت “وول ستريت جورنال” إلى أنه عندما استقبل شي جين بينغ رسميا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بكين، في فبراير/شباط الماضي، حاول احتواء تداعيات البيان المشترك الذي وقعه مع القادة العرب، والذي دعا إلى التشكيك في ملكية إيران لثلاث جزر متنازع عليها، ونفوذ طهران الإقليمي، وبرامجها النووية والعسكرية.
وحسب ما ورد إعلاميا، رحب الرئيس الإيراني بالاقتراح الصيني، بينما تسعى إدارته إلى إرساء علاقات اقتصادية أقوى مع بكين وفي ظل التوقعات بأن تلعب الصين دورا أكبر في المحادثات المتعثرة بشأن استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، والذي تخلت عنه الولايات المتحدة من جانب واحد في عام 2018.
يذكر أنه في حالة نجاح الصين في جمع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على طاولة مفاوضات، فهذا سيعد ” انتصارا دبلوماسيا آخر” بعد أن استضافت بكين المحادثات أدت إلى اتفاق مفاجئ على إنهاء الخلاف المستمر منذ 7 سنوات بين طهران والرياض.
والاثنين، قال متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية “سيكون له تأثيرات إيجابية” على علاقات طهران بدول المنطقة، بما فيها البحرين ومصر.
كما أعلن كنعاني عن وجود ترتيبات جارية لعقد اجتماع بين وزيري خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، دون الكشف عن موعد أو مكان محدد لهذا الاجتماع.
والجمعة، أعلنت السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها “الإرهاب”.