آراء

سورية تشارف على طي مرحلة إيذاناً باستقبال أخرى

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
بشار الأسد لا يتحفظ عن لقاء أردوغان بل يؤمر ويشاط وهو ليس بصاحب قرار بل يقوم بما يملى عليه روسيا و إيرانيا بذلك، تركيا لها شروط عليه تحقيقها، و تحقيقها يعني زواله وزوال سلطته، أما عن اللقاءات فهو يستغلها سياسيا وإعلاميا بأنه مازال مؤثرا في السياسة الدولية وبأن أسهمه ما زالت مرتفعة بينما هي في الحضيض.

ولاحظوا عند زيارة أي شخصية عربية أو أجنبية لسورية و لو كانت بثقل سياسي أو ثقافي أو اجتماعي منخفض من أزلام القومجية أو رئيس حزب هزيل غير مؤثر أو غيرهم، كيف يتم تسلط الأضواء عليها وتضخيمها وابراز معانيها ومدلولاتها في وسائل الإعلام التشبيحية، فكيف بشخصية و بثقل أردوغان ؟!!!

بكل الأحوال على الثوريين والأحرار والمخلصين التمييز والتمايز ما بين قضيتنا الثورية وأهدافها في الخلاص من النظام الطائفي القاتل والعصابة الحاكمة المجرمة وبين متاهات وآحابيل السياسة الدولية والإقليمية وزواريبها ومصالح الدول وبين مصلحتنا الثورية..

ومن يظن بأن دولة ما ستدخل حرب ضد دولة أخرى مجاورة لها أو بعيدة عنها لتحرير شعبها من نظام قاتل مجرم فليعد حساباته و ليراجع مواقفه السياسية والعامة، لكي لا يكون ورقة لعب تتداولها الأيدي على طاولة اللعب المغمسة بالدماء والآهات.

فسياسات الدول توجهها مصالحها و ضرورات أمنها القومي ، و لا أظن هناك رأس دولة أو سياسي فيها يفرط بهذه الثوابت ، بعيدا عن قانون السوق الخاص بالربح و الخسارة ، فالكل يريد الربح و يتجنب الخسارة و إن خسر ستكون بالحد الأدنى غير المؤثر على أساس رأس المال مقابل تحقيق مصلحة مضاعفة.

ونحن كسوريين لا عتب لنا إلا على من تصدوا لقيادة المعارضة وحاولوا وأد الثورة لتطغى معارضتهم الهزيلة بأهدافها التشاركية البخسة على الثورة وعنفوانها وأهدافها، و تحولوا لكرة تشاط بالأقدام وأوراق تتداولها رؤوس الأصابع.. و صدقت علينا وعليهم مقولة غيروا عتبات بيوتكم تنصرون، فكانوا عتبة المهالك تحتها جرف هائل من المخاطر والخيانات وبأحسن الأحوال عدم الكفاءة الثورية لثورة قدمت كل هذه التضحيات وما زالت تقدم.