بقلم: عبد الكريم محمد
سلام للنائحات حزناً عند المساء.. سلام للنائحات حزناً بعدما عزّ اللقاء.. سلام للراحلين من رحم الخوف.. إلى الخوف بقلوب مرتجفة وعيون واجفة من المجهول، الذي كان اسمه الانتظار.. وسلام على ما تبقى خلف الراحلين في العش من فقس الحمام.
سلام لكل من قرأ السلام وتذرع بقراءة الفاتحة.. دونما استئذان من اللحظات.. وهي تتناسل حزناً.. لترتمي على بيادر من الأحزان..
وسلام على تلك البلاد السمراء، التي توحدت مع الشمس لتصبح شرقاً، قبل الغياب.. وفجراً عند بزوغ الشمس، لحظة ولادة الألم المتجدد، بصغار العصافير من غلظة الصياد..
سلام على الجار والدار والذكريات، والتينة والزيتونة، اللتان ما تزالان تحرسان الخراب.. لينامان غفواً على ترانيم وداع الموتى، وذكريات العاشقين التي مزقتها الغربة.. بعدما عبث في صمتها الغياب، ولم يبق إلاحفيف العشب المتيبس شوقاً للحظة فرح، أمست يباباً.