آراء قضايا اجتماعية

سجون الطاغية في دمشق.. أسئلة وجودية لا تنتهي

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

تجمع أهالي المعتقلين و انتظارهم في قلب دمشق، عند جسر ما يسمى زوراً بـ”جسر الرئيس”، يعتبر من أكبر فعاليات الثورة.. حيث عرى كل دعاوي النظام الطائفي القاتل المجرم و أكاذيبه بكل ما يخص قضية المعتقلين، و تحول تجمع الأهالي الذين يفترشون الأرض ترقبا بقلوبهم الموجوعة لأي بصيص أمل يطمئن قلوبهم أو يبرد نيرانها، تحوّل لإدانة صارخة و لو كانت صامتة للنظام الطائفي القاتل المجرم.

ومؤكدا على الضرورة الملحة للقضاء عليه و الخلاص من العصابة القاتلة المجرمة، التي حولت سورية طوال فترة اغتصابها للسلطة لصورة متصلة مكررة با نورامية لما يحدث ما بين جدران سجن صيدنايا، الذي اطلق عليه تسمية أسوء مكان على الكوكب وصولا لجسر رئيس العصابة النافق.

و لعل هذا ما دفع بعض الشبيحة من أصحاب الأقلام المأجورة كتاب و قضاة و محامين و غيرهم ممن باعوا ضمائرهم و اصطفوا لجانب القاتل المجرم لوصف أهالي المعتقلين بالمندسين و الخونة و العملاء و المرتبطين بجهات خارجية.. لمجرد لهفتهم و شوقهم و تبريد دمهم المحروق لمعرفة مصير أولادهم و أحبالهم، الذين لا يعرفون طوال سنوات محنتهم القاسية عنهم شيئا منذ فقدوا حريتهم و غيبوا في قبور العصابة الحاكمة المسماة سجونا و معتقلات و أقبية الفروع الأمنية.

والسؤال الوجودي الذي يقظ مضاجعهم : هل أبني أو أبي أو اختي أو امي أو خالي حي ام ميت ؟ و مع ذلك يوصفون بالاندساس و الخيانة و العمالة !!!

و لكن المصيبة الكبرى و الأمر و الأدهى ستتكشف بعد الإنتهاء من الإفراج عمن شملهم المرسوم الرئاسي المشؤوم، حيث ستدخل مئات آلاف العائلات السورية في تكرار نفس السؤال الحياتي الملح و تشعباته : هل فلان مازال حيا أم قتل على يد جلاوزة النظام القتلة أصحاب التاريخ الإجرامي الطويل؟

كان الله في عون معتقلينا و أهلهم و صبركم و فرج عنكم معاناتكم و حسبنا الله و نعم الوكيل .