قالت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية، إن صفقة تبادل الأسرى وقف إطلاق النار في غزة باتت بعيدة المنال مع مغادرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن واشنطن لم تتمكن من حل الخلافات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت الصحيفة إن بلينكن ترك المنطقة مع بقاء فجوات واسعة بين إسرائيل و(حماس)، لافتة إلى أنه “لا توجد أي مؤشرات على أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق”.
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إعلان بلينكن الأخير بشأن قبول نتنياهو بالمقترح الأميركي، وإيحائه بأن واشنطن موافقة على بقاء إسرائيلي في محور فيلاديلفيا، أضر بالمفاوضات بشكل كبير.
ونقلت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) عن مصادر مطلعة على المحادثات قولها إنه لا جدوى من عقد الاجتماع المقبل في القاهرة هذا الأسبوع، إلا إذا ضغطت واشنطن على نتنياهو ليتخلى عن مطالبه الجديدة.
وأردفت المصادر، وفقا للصحيفة، أن إعلان بلينكن حول قبول نتنياهو المقترح الأميركي “أظهر حماس بشكل غير دقيق على أنها الطرف الذي يعرقل الصفقة”، محملة بلينكن المسؤولية عن تضاؤل فرص التوصل إلى تسوية في القاهرة.
كما نقلت عن مسؤوليْن عربيين من دولة وسيطة ومسؤول آخر مشارك في المحادثات أن ميل المقترح الأميركي الأخير لصالح مواقف نتنياهو (البقاء في نتساريم وفيلاديلفيا) قد أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود.
“بلينكن حكم على الصفقة بالإعدام”
من جهتها، نقلت (يديعوت أحرونوت) عن مصادر قولها إن بلينكن “ارتكب خطأ خطيرا للغاية عندما أعلن عن قبول نتنياهو بالمقترح الأميركي ونقل الكرة إلى ملعب حماس”، وأنه أوحى بموافقة بلاده على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا.
ووفقا للمصادر نفسها، فقد “حرص بلينكن على إظهار تفاؤله لاعتبارات سياسية أمريكية داخلية واصطف إلى جانب نتنياهو وقدم له هدية وحكم على الصفقة بالإعدام”.
وذكرت الصحيفة أن أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، أثناء متابعتهم مؤتمر بلينكن الصحفي، كانوا منزعجين للغاية من مضمونه.
واعتبرت أن وزير الخارجية الأمريكي “خرّب بشكل خطير المفاوضات، وارتكب خطأ خطيراً للغاية، وهذا يدل على السذاجة وعدم الفهم”، مضيفة أن “ما يعنيه كلام بلينكن هو أن الولايات المتحدة تقدم الدعم لنتنياهو لبقاء قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في فيلادلفيا، فيما يرفض المصريون وحماس ذلك”.
وأكدت أن التوقعات قبيل مؤتمره الصحفي كانت تفيد بأن بلينكن “سيدعو إسرائيل وحماس إلى التحلي بالمرونة”، لكنه بدلاً من ذلك “احتضن نتنياهو ونأى بحماس”.
وفي صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، قال تقرير إن محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن استخدام مبيعات الأسلحة للضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة “باءت بالفشل”.
ونقل التقرير عن المسؤول الإسرائيلي السابق دانييل ليفي أن بنيامين نتنياهو شعر بالانتصار بعد إعلان واشنطن عن تزويد تل أبيب بكميات كبيرة من السلاح الأسبوع الماضي.
بايدن يسابق الزمن
وفي السياق نفسه، قال مقال لديفيد إغناسيوس في (واشنطن بوست) الأميركية إن بايدن “يسابق الزمن لإسكات البنادق في غزة”، مضيفا أن وقف كابوس غزة هو التحدي الأكبر الذي يواجه بايدن في الأشهر المتبقية له في منصبه.
وقال الكاتب: “يجب على بايدن بذل جهود حثيثة لحمل إسرائيل وحماس على إبرام الاتفاق، لأنه سيكون أحد أهم إنجازات ولايته الرئاسية”.
وفي (هآرتس) الإسرائيلية، كتب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك مقالا قال فيه إن إسرائيل “ستنهار في غضون عام واحد إذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس وحزب الله اللبناني”. وأضاف أن وزير الجيش يوآف غالانت “يدرك أن الحرب فقدت غايتها، وأن الإسرائيليين يغرقون في مستنقع غزة”.
وأكد الكاتب أن جميع مسارات المستوى السياسي والعسكري تقود إسرائيل إلى الهاوية، وأن عزل حكومة نتنياهو “قد ينقذ إسرائيل من دوامة وجودية قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة”.