سياسة

زيارة أردوغان.. نجاح اقتصادي لروسيا وفشل سياسي لتركيا

بقلم: إياد مصطفى

على ما يبدو أن ما حمله الرئيس أردوغان من ملفات تقض مضجع تركيا، لم يلق له آذاناً صاغية من قبل بوتين.. بل على العكس من ذلك، فقد حاولت وسائل الإعلام الرسمية الروسية تجاهل كل الملفات السياسية الأمنية، لتبرز المنافع الروسية بلا تردد..

خاصة تلك الملفات المتعلقة في ملف إدلب وملف أكراد سورية بخاصة والحركة الكردية المناوئة لتركيا والتي تطالب بالانفصال عنها بشكل عام..

أي أن الإعلام الروسي ومن قبله على ما يبدو بوتين، لم يعلق على المطالبة بوجوب تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا بشأن إنهاء وجود تنظيم “بي كا كا / ي ب ك” الإرهابي في سوريا حسب تصريح أردوغان.. ولا حتى على مطالبة أردوغان لبوتين، بالاحتجاج والتذكير من قبل أردوغان “على وجود مكتب لتنظيم “ي ب ك” في موسكو وقلنا إنه ينبغي للبلدين تعزيز تضامنهما في مكافحة الإرهاب”، والكلام للرئيس أردوغان.

بل أن الروس تجنبوا كل التصريحات النارية التي أطلقها الرئيس أردوغان، والتي  طالبت بشكل واضح مغادرة الولايات المتحدة سورية وتركها للشعب السوري عاجلاً أم آجلا حسب قوله..

واسقطوا ما من شأنه أن يعتبر رسائل عداوة من قبل روسيا للولايات المتحدة، فما قاله الرئيس أردوغان وهو عائد من قمته الروسية عن بريت ماكغورك (منسق الولايات المتحدة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا) “يعد بمثابة مدير تنظيم “ي ب ك / ب ي د / بي كا كا”، فهو يتجول بحرية مع التنظيمات الإرهابية”.. و “تجول ماكغورك يدا بيد مع التنظيمات الإرهابية في المناطق التي نكافحها فيها يجعلنا نشعر باستياء كبير”.. و”أن تركيا تواصل الالتزام بكل قضية اتفقت عليها مع روسيا حيال سوريا ولا عودة عن ذلك”..

كل هذه التصريحات مجتمعة، تجاهلها الاعلام والمؤسسات الروسية السياسية عن قصد، باعتبار تلك المواقف تخص الجانب التركي وحسب، ولا تخص روسيا لا من قريب ولا من بعيد.. خاصة وأن الروس لم يعطوا وعداً قاطعاً بإغلاق أياً من المكاتب الحزبية الكردية في موسكو..

حتى ملف إدلب واللاجئين بقيت خارج التدوال السياسي الإعلامي الروسي، وأن تأكيد الرئيس أردوغان على أن “تركيا تتحمل أعباء أكثر من مليون شخص، منهم 400 ألف في إدلب، والذين عادوا إلى ديارهم، وأن تركيا تعمل بلا توقف من أجل العودة الآمنة للسوريين الذين نستضيفهم”. لم يعطيها الإعلام الروسي بالاً.

وكأن شيئاً يقول، أن روسيا مستعدة للاتفاقات التي تنفع الروس بعلاقاتهم مع الاتراك في مسائل التجارة والصناعة والسياحة، دون ذلك لا يوجد أية تفاهمات على الإطلاق، في جميع الملفات السياسية المتعلقة بسورية والأكراد وأذربيجان وقبرص واليونان..