دولي

الهندي البنجابي “ريشي سوناك”.. يحدد أولوياته في أول خطاب له لرئاسة وزراء بريطانيا

تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، الاثنين، بالعمل بنزاهة من أجل الشعب البريطاني، شاكرا دعم نواب حزب المحافظين البريطاني.

وأضاف سوناك: “نحتاج إلى الاستقرار والوحدة لصالح بريطانيا، واعدا بـ”الاستقرار والوحدة في مواجهة صعوبات عميقة”.

وأشاد سوناك عقب وصوله إلى مقر حزب المحافظين بليز تراس على “خدمتها العامة المتفانية” للبلاد في ظل ظروف صعبة للغاية”.

وأصبح وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك رئيسا للوزراء في بريطانيا وزعيما جديدا لحزب المحافظين وذلك بعد انسحاب منافسته بيني موردونت، وزيرة العلاقات مع البرلمان.

وأعلن رئيس لجنة حزب المحافظين رسميا عن انتخاب ريشي سوناك زعيما للحزب، وبالتالي رئيسا للوزراء، ليخلف بذلك ليز تراس التي استقالت في وقت سابق.

وانسحبت موردونت من السباق لزعامة حزب المحافظين البريطاني بعد فشلها في جمع ما يكفي من أصوات نواب الحزب، حيث أفادت التقارير بحصولها على 25 صوتا فقط، فيما جمع سوناك أصوات 194 نائبا.

وخلال الساعات الماضية رجحت كفة سوناك لاسيما بعد انسحاب رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون من الانتخابات.

واستقالت تراس يوم الخميس بعد 45 يوما مضطربة في المنصب، معترفة بأنها لا تستطيع تقديم حزمة اقتصادية غير متقنة لخفض الضرائب، والتي اضطرت للتخلي عنها بعد أن أثارت غضبا داخل حزبها وأدت إلى اضطرابات في الأسواق المالية لأسابيع.

قاد سوناك، الذي شغل منصب وزير الخزانة من عام 2020 حتى هذا الصيف، اقتصاد بريطانيا المتراجع خلال جائحة فيروس كورونا. واستقال في يوليو احتجاجا على قيادة جونسون.

نبذة عن سوناك

ولد في عام 1980 في مدينة ساوثهامبتون في إنجلترا، وهو الابن الأكبر بين ثلاثة أبناء لوالديه القادمين من منطقة البنجاب في الهند.

وكان والده طبيب أسرة ووالدته تدير صيدلية، حيث كان يساعدها.

ودرس سوناك الابن في مدرسة عامة في إنجلترا، وكان أول طالب من أصل هندي يتولى تحرير صحيفة المدرسة.

وقال إن تجربته في تلك المدرسة أدت إلى إحداث تحول فكري وضعه على مسار مختلف.

ودرس سوناك السياسة والفلسفة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد، حيث حصل على درجة البكالوريوس، وبعدها حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة. وهناك التقى بزوجته المستقبلية أكشاتا مورثي.

وبدأ سوناك حياته المهنية في بنك “غولدمان ساكس” كمحلل مالي، وبعدها انتقل إلى العمل في صناديق التحوط في عام 2006، عندما انضم إلى صندوق “تي سي آي”، المعروف بمتانة وضه المالي، وبعد 3 سنوات غادر هذا العمل ليعمل على تأسيس صندوق تحوط جديد.

بداية السياسة

وبعدها، بدأ الاقتصادي الشاب يبدي اهتماما بالسياسة.

وفي عام 2014، اختير سوناك ممثلا لحزب المحافظين في انتخابات البرلمان البريطاني عن دائرة ريتشموند في مقاطعة يوركشاير، وذلك قبل عام من الانتخابات العامة.

وبعيد دخوله مجلس العموم البريطاني، بدأ معركته السياسية الأولى وهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي عرفت بـ”البريكست”.

وأيد سوناك مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، معتبرا أن بلاده ستكون أكثر حرية وازدهارا بالخروج من التكتل.

وفاز فريقه في هذه المعركة، وفي عام 2018 عُيّن في الحكومة بمنصب صغير هو وزير الإسكان، ومع تراجع قوة تيريزا ماي في رئاسة الحكومة البريطانية، انضم سوناك إلى سياسيين آخرين في حزب المحافظين، حيث كتب الثلاثة مقالا في صحيفة “تلغراف” تدعم تولي جونسون لرئاسة الحزب والحكومة، بوصفه “منقذ المحافظين”.

الصعود الكبير

وأثمر هذا الدعم لجونسون، إذ عيّنه الأخير في منصب كبير في وزارة المالية في يوليو 2019، وأصبح الساعد الأيمن لوزير المال حينها ساجد جاويد.

وأدى خروج وزير المالية من منصبه في عام 2020، إلى صعود ريشي سوناك الأكبر على الساحة السياسية، إذ أصبح وزيرا للمالية في فبراير 2020، قبيل حدوث جائحة كورونا.

وخلال أزمة الوباء، نال سوناك الثناء، بسبب خططه لدعم بقاء الشركات والوظائف واقفة على قدميها خلال 18 شهرا من الإغلاق.

وحينها، صار اسم سوناك مألوفا لدى الجمهور البريطاني، وكان ينظر إليه كثير من أعضاء حزب المحافظين على أنه خليفة جونسون، لكن لعنة الحفلات وسط الإغلاق طالته.

المصدر: وكالات