أدب

رسالة: الذهاب نحو الجحيم.. حيث تأخذك قدماك

بقلم: عبد الكريم محمد

قد يبدو الأمر للبعض مجرد قراءة كف أو قراءة فنجان، أو حتى كتابة حجاب عند مغربي من ذاك الزمان.. كُتب بحبر الزعفران، جمل منقوصة وكلمات مبتورة غير معروفة، وآيات بعكس ما كتبت، حيث بدأها من الآخر، ليصل إلى البداية بقسم الأحرف والتين والزيتون.

الحقيقة نحن لسنا بحاجة، لنقسم أو نقدم الحجة حتى يقنع هذا ويرتدع ذاك، بل لسنا بحاجة لكرنفال أو حفل تصفيق، يختتم بتوزيع الهدايا والشهادات، التي لا تجد لها طعماً أو لوناً أو رائحة.

فالأيام القادمة ستكون بلا ريب، كالذهاب نحو الجحيم، حيث تأخذك قدماك، أيها المنفلت من عقالك، عبثاً تحاول أيها المسكين.. بعد أن أكتشفت أنك مخلوق مخبري لا أكثر، خضع وأخضع من معه لكل أنواع الفحوصات، بما في ذلك تغيير الجنس والعبث بالصبغيات الآدمية، المحرمة حسب قول أو اعتقاد “والأمر سيان”، فقهاء الزمان الغابر، الذي لم ينته بعد.

الأيام القادمة يا صديقي اللدود، سترحل طريداً وأنت على قيد الحياة من رحمة الله، وستشهد بأم عينيك موت من تحب، ورحيل من تبقى من أحباب الأمس، وستترك كل ما جنينة سحتاً، وستصبح أرضك يباباً، ليعمرها أو يحييها من كان يستحقها..

الأيام القادمة يا صديقي اللدود، ستلاحقك الضحية أينما ما أخذتك قدماك، ولو كانت بأقاصي المعمورة، وسيتبرأ منك من استخدمك فأراً في مخابره الحيوية، بعد أن فقدت صلاحيتك في مخبره، الحاقد على الجنس البشري.. بل ستصبح كلباً غريباً، تنهشك كلاب القبائل وجراؤها، ولن تدع لك وكراً قد يقيك من عوادي الطبيعة وتحولات الفصول، التي لا ترحم.

لا تكتب وصيتك، لا وقت لقرائة الوصاياً، بعد أن ضاقت بك أرجاء الأرض، وأصبح الوقت قيداً بعد أن ضاقت بك السبل، وفارقك ما كانوا أصدقاء الأمس.. سيتركك الأحبة بمعزل عن إيمانهم بالعقيدة المنحطة الواهمة الصماء، لتصبح كل الخيارات المطروحة، سلامة الرأس لا أكثر.

هكذا هي طبيعة الأشياء عند أهلنا وأبناء جلدتنا جميعاً، سنصفق للقادم ابتهاجاً، ونملأ في خلفية الراحل رغماً عنه، كل أصابع أهل الأرض، إن حالفنا الزمن.