بقلم: عبير شهابي
صحيح أن الحروب تحمل الكثير من المآسي والآلام والويلات للشعوب، لكنها بالمقابل وحدها من يقوى على إخراج الشعوب من حالة الرتابة، التي تحمل قسطاً من الرتابة والانتهازية، غير المألوفتين..
اليوم مرة أخرى تعود البشرية، أعني الشعوب والدول كل على انفراد، بالتفكير جدياً بضرورة إيجاد الطرق القادرة على تأمين لقمة عيشها، بعيداً عن الإملاءات والشروط المذلة، وبعيداً عن ارتهان الطبقات المسيطرة على مقدرات هذه الشعوب..
ولعل الشيء بالشيء يذكر، أن الحرب الروسية – الأوكرانية، قد فتحت الأعين على حقائق كانت غائبة عن الكثير من الشعوب، والتي تقول أن لا دولة على وجه الأرض فقيرة أو غير قادرة على انتاج حاجاتها الأساسية، وأن المشكلة تكمن في ارتهان الطبقة الحاكمة في هذه الدول للشروط الخارجية لا أكثر ولا أقل..
فالدول كلها بلا استثناء تمتلك الفلزات والبترول والغاز، والمناخات المناسبة لكل أنواع الزراعات، وكل من يدعي غير ذلك، يمارس الكذب والقبح على شعبه.. حتى العوز إلى الطاقة هي مقولة كاذبة، وأن الجميع على هذه الأرض قادر على الولوج في التعامل من الكثير من الخيارات التي أصبحت بمتناول الجميع..
ناهيك عن القدرة على الاستثمار بالطاقة البشرية الكامنة، والتي تعتبر رأسمال المجتمعات بلا منافس..وهذا الاستثماء لا يخضع لمحاكاة الربح والخسارة، باعتباره اللبنة الأساسية في عمية النهوض بالمجتمعات وتجاوز الأزمات والمخاطر، التي يتحدثون عنها في أسواق المال والأعمال الوهمية..
المهم كل ما يقال عنه عوزاً، مجرد كذبة، وقد بات مطلوباً من الشعوب أن تجد الخيارات في تأمين حاجاتها الأساسية، وإن كلف ذلك القيام بثورات اجتماعية على النظم القائمة المرتهنة للشركات ما فوق القومية، التي أوصلت العالم لهذا المستوى من التردي والعوز غير المبرر لكل الحاجات الأساسية.. دون ذلك ارتهان وخيانة للأمانة.