آراء

ذاب الثلج وبان ما تحته من ويلات!

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
المرسوم المشؤوم للعفو لم ينتج إلا عددا لا يتجاوز المئة مع عدة آحاد من المعتقلين على خلفية الثورة، بينما البهرجة الإعلامية للنظام الطائفي القاتل المجرم وإشغال الناس بقضية المعتقلين هذا الجرح النازف المفتوح على مدار أكثر من عشر سنوات والمتجدد ظهر زيفها و كذبها و تحريف الواقع المأساوي ، فلقد أظهرت الصور شبيحة وعناصر أمنية وغيرهم ممن يتمتعون بصحة جيدة ويحملون الموبيلات وبهيئة عامة غير الهيئة العامة للمعتقلين المطلق سراحهم على خلفية معاداة النظام و المعروفة للسوريين جميعا..

ومن خلال تتبع صفحات التواصل الاجتماعي نجد فضحها لهذه التمثيلية السخيفة السمجة من خلال الإشارة بالاسم للشبيحة وعناصره الأمنية و العسكرية وتجار المخدرات والموقوفين على خلفيات جنائية وغيرها مما لا تمت بصلة لأي خلفية ثورية، تمثيلية ألفها ومثلها وأخرجها النظام وأجهزته الأمنية والقضائية والإعلامية والسياسية وغيرها بما فيهم رأس النظام الطائفي القاتل المجرم، الذي وقع على المرسوم المشؤوم مترافق مع ضخ إعلامي كبير للتغطية على مذابحه ومجازره، التي تكشفت في الصحافة العالمية مؤخرا، ومنها ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن مجزرة التضامن، التي أثارت موجة عاصفة من الإدانات في الرأي العام العالمي وكشفت حقيقة النظام المتوحشة بكل عدوانية وإجرام وحقد وكراهية وقتل بلا حدود ولا قيود ..

لن أتطرق للطائفية و ممارساتها التي وضع شرخها و عززها و أثار عصبيتها النظام الطائفي من خلال طرحه حامي الأقليات وغيرها من شعارات تساهم في تفتيت وشرذمة السوريين.. ولن أتحدث عن مفاعيلها فالثورة لكل السوريين و الحرية و الكرامة عامة لا تتجزأ لذا هي مطلب
الجميع و للجميع دون استثناء ، و الاستثناء يعني النقصان في حال تحقيق شطر أو أغلب أشطار الحرية و الكرامة.

لن أستشهد في قضية المعتقلين بما حل في مكون واحد وهي الطائفة السنية حيث غالبية المعتقلين منها ، و لكن ساستشهد بمدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعلية حيث غيبت المعتقلات المئات منهم على خلفية الثورة، و مع ذلك يتسأءل على خلفية البهرجة الإعلامية حول تطبيق مرسوم العفو المشؤوم أحد مثقفيها الكبار و كذلك حال الكثير من أهالي السلمية و فعاليتها الاجتماعية و الثقافية : أين معتقلي السلمية ؟ لتأتيه الإجابة في التعليقات : لم يطلق منهم أحد.

و كذلك حال محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية لم يطلق منها سوى ثلاثة و لا نعرف على أي خلفية اعتقلوا !!! بينما أقدمت مجموعة تشبيحية تابعة للأمن العسكري اليوم في السويداء على إقامة حاجز طيار واعتقلت عشرين شخصا مع سياراتهم و ذريعتهم في ذلك سرقة سيارة !!!


و أيضا لم تتطرق وسائل إعلام النظام و لا الصفحات الموالية على إطلاق سراح معتقلين من المكون العلوي على خلفية الثورة أو معارضة النظام على قلتهم.. وأيضا لم يفرج عن أي معتقل من القامشلي لا عربي و لا كردي.

و كذلك حال غيرهم ، لذا نقول بأن قضية المعتقلين هي قضية ثورية أساسية و لن تحل او تميع أو تصفى إلا بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الثورة و موقفهم المؤيد لها ضد النظام الطائفي القاتل المجرم و كذلك حال المغيبين الغير معروف مصيرهم ، و الذي يعبر الثوار و الأحرار و الأهل عنه بشعار دائما ما يتكرر في حراكهم : دنا المعتقلين .