عربي قضايا اجتماعية

د.أحمد الحمادي.. يجيب: جيش التحرير الشعبي من خيرة الضباط والأكاديميين والمهنيين السوريين

كثيرة هي الأسئلة التي باتت تطرح عن الجيش الشعبي السوري، والدوافع والأهداف التي يرتكز إليها هذا الجيش، الذي بات يقلق النظام السوري وداعميه على الأرض السورية.. حتى وسائل الإعلام المحلية والمعرفات ووسائل التواصل الاجتماعي باتت هي الأخرى تلح على طرح مثل هذه الأسئلة، التي لم تحظ إلا بالقليل من الأجوبة..

المفوض عن جيش التحرير الشعبي د. أحمد خليل الحمادي خصنا موقعنا بجملة من التوضيحات والاجابات عن عشرات الأسئلة التي تطرح منها المشكك ومنها المبارك، بل ومنها الداعم.

1- كيف تم تأسيس جيش التحرير الشعبي؟ وعلى ماذا تم الاستناد عليه عند تأسيسه ؟

نتيجة ما حل بالثورة من انتكاسات متلاحقة لن نخوض بأسبابها ، كان من واجبنا العمل بكل ما أوتينا من قوة لخلق رافعة ثورية عسكرية تقوم بأعباء الثورة و تعمل على تحقيق أهدافها في الخلاص من العصابة القاتلة المجرمة و نظامها الطائفي القاتل الذي حول الدولة لدويلة مزرعة تتحكم بها كيفما تشاء.  و كان الإنطلاق بالعمل على تشكيل جيش التحرير الشعبي من قبل ضباط أكاديميين مهنيين من خيرة الأبطال و بكفاءة مهنية و عسكرية و علمية عالية جدا ، و بدأ نواة الجيش بالعمل و القيام بنشاطها الثوري بسرية مطبقة دون الافصاح عمن يقوم بالأعمال إلى أن ظهرت سرايا و كتائب تنتحل العمل و تنسبه لها ، طبعا كنا ننشر الأعمال و أخبارها  دون ذكر القوة الفاعلة  ، فهمنا القيام بنشاطاتنا الثورية و لا ننتظر جزاء أو شكورا ، فهذا واجبنا الثوري نقوم به بكل راحة ضمير و مستعدين بالتضحية بكل غال و رخيص من أجل تحقيق أهداف ثورتنا ، و لكن كما قلت لكم ظهور هؤلاء المنتحلين للصفة الثورية أضطرنا للعمل بسرعة على الإعلان الرسمي بتأسيس جيش التحرير الشعبي حرصا منا على أن لا يقع أي من الثوار و الأحرار في أحابيل و شراك هؤلاء الذي قد يكون من يقف ورائهم و يحركهم الأجهزة الأمنية للنظام الطائفي القاتل المجرم .

لذا أعلنا عن إنطلاق و تأسيس جيش التحرير الشعبي للعلن في ٢٠٢٠/٨/٥ م الذي يعتمد في استراتيجية و تكتيكة على مبدأ حرب الأشباح أو الأغوار أو العصابات وصولا للحرب الشعبية الشاملة، و بذلك نعتمد على إسلوبي الكر و الفر و الهجمات و الاستهدافات السريعة و الخاطفة و الكمائن و الأفخاخ و العبوات و غيرها من تكتيكات آنية طبعا دون الاحتفاظ و التمسك بالأرض فكل الأرض السورية أرضنا و نظهر في الزمان و المكان الذي نريد و نحقق أهدافنا و نعود إلى المكان الآمن الذي نريده مع السرية المطلقة و دون أي استعراضات خلبية حيث يتواجدون في بيئتهم المدنية، مع مراعاة تجنب المدنيين أي ضرر بسببنا ، حيث نبتعد قدر الإمكان عن التجمعات السكانية  و غالب أعمالنا في مناطق لا تلحق الضرر بأهلنا ، طبعا نقوم بأعمال داخل المدن و لكن هدفنا مرصود و لن نقوم بالعمل إلا بعد التأكد التام من تحقيقه و تنفيذ العمل و ضمان خطوط الآمان لسلامة أبطالنا، فالجيش يضم خيرة الأبطال و الثوار و الأحرار و لا يسمح لأي منهم بالعمل إلا بعد خوض تدريبية قاسية و شاقة تؤهل من يتبعها الخوض في الميادين الثورية بمدربين عركتهم الحياة الثورية و العلمية و العسكرية و جعلت ثمارهم نتائج الأعمال البطولية التي استنزفت و تستنزف قوى و قدرات النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه على مدار اليوم الواحد .

٢- من أين لكم الدعم ؟

سؤال مهم و خطير، كون خبرة الثوريين و الأحرار السابقة في المجال العسكري مرتبطة بالدعم و التمويل و للأسف الشديد، ربما هذا من الأسباب  الخطيرة التي أدت لإنتكاسة الثورة، فكل عمل كان يعني و مرتبط بالتمويل و الممول، و إذا لم يتوفر لا عمل و لا نشاط ثوري، و كان الداعم بيده إشارة الموافقة و انطلاق أو النهي عن العمل مما جعل الفصائل للأسف تابعة لا متبوعة لا قرار لها و دورها انحسر كأدوات منفذة تنفذ قرارات و رؤى و طروحات الجهات الداعمة.  لذا عندما تناقضت سياسات و رؤى الداعمين أنعكس ذلك سلبا على الفصائل، نتيجة تصادم مصالح الداعمين مما أدى ذلك للحروب و المعارك الفصائلية على خلفية تناقض توجهات جهات الدعم و الأمثلة لا تعد و لا تحصى .

لذا استفاد جيش التحرير الشعبي من كل الخبرات والتجارب السلبية و الإيجابية بالنسبة للدعم ، فدعمه ذاتي و لا داعم له غير الأبطال و سواعدهم ، فلا تفرغ في جيش التحرير الشعبي و في بداية انطلاقة كان الأبطال يعملون أعمالهم المهنية المدنية اليومية الذي يكسبون نتيجته قوت عيالهم و ليلا ينتشرون لتنفيذ مهام الثورية .

و كم كانت فرحة الابطال و فرحتنا كبيرة في الاستحواز على مبلغ مالي هو اول مبلغ يستحوذ عليه جراء استهداف باص مبيت لميليشيا حزب الله في ريف دمشق و كان المبلغ لا يتجاوز ٩٥٠ دولار و بعض العملات السورية و اللبنانية و العراقية و ليست بالمبالغ الكبيرة و فيها تم الاستحواز على أسلحتهم و ذخائرهم و جعبهم و ما يمكن الاستفادة منه .

نعم جيش التحرير الشعبي دعمه ذاتي، لا داعم له رغم الحاجة الكبيرة للتوسعة الأفقية و بالتسليح ، و نرفض و رفضنا الدعم المشروط و لم يصلنا أي دعم يذكر  ، و نتائج الأعمال العسكرية الكثيفة التي يقوم بها تؤدي لتغطية جانب لا بأس به في التزود بالسلاح و الذخائر من خلال الاستحواز على ما بيد العدو من معدات و أسلحة  .

٣- من أين دعمكم ؟

ذكرنا ذلك سابقا دعمنا ذاتي و نلبي بعض احتياجاتنا من الأسلحة والذخائر التي يتم الأستحواز عليها ، و أغلب مقاتلينا في بداية انطلاقة جيش التحرير الشعبي هم من أمنوا أسلحتهم و ذخائرهم من جيوبهم الخاصة و على حساب لقمة اطفالهم و عائلاتهم ، و للأسف الشديد فقدنا ٩٥%  من فاعلية الطيران المسير نتيجة عدم القدرة على تأمين بعض الأجهزة و المعدات .

٤- كيف يعيش أبطالكم في البادية ؟

لا ينحصر وجود جيش التحرير الشعبي في البادية بل له وجود في غالبية المحافظات السورية و لكن بنسب متفاوتة ، و إن كان حاليا كما تتفضل يظهر بأن وجوده الغالب في البادية و ذلك للوقع الكبير لعملياته فيها و استنزافه لقوى النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه بكل متكرر و مفاجئ ، و ردا على السؤال نقول البادية مساحتها بحدود ٨٠٠٠٠ كيلو متر مربع أي حوالي ٤٣% من مساحة سورية، و هي ميدان رحب لا بأس به كميادين للقتال مع موقعها الاستراتيجي في وسط سورية و تركز غالبية الثروات الباطنية فيها او ستمر عبرها إلى محطات التكرير او السوق الداخلية والخارجية.

أما كيف يعيشون في البادية فهم أبناء البادية و الأرض بالإضافة لاتباعهم كما ذكرت سابقا دورات ليست سهلة  على التأقلم و التكيف مع أضعف الظروف و أقساها ، أبطالنا في البادية غالبيتهم أبناء الأرض يعرفونها بكل دقائقها و تفاصيلها كما يعرف الشخص راحة كفه ، لذا يصولون و يجولون فيها بكل أريحية مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير أمنهم و تحقيق هدفهم.

 ٥ -ما عدد مقاتلي جيش التحرير الشعبي ؟

عدد جيش التحرير الشعبي لا يستهان به و هو قوة فاعلة و مقتدرة و قادرة على استنزاف قوى النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه من خلال نشاطه الثوري المتواصل ، و قدرات الجيوش لا تقاس بعددها بل بفاعليتها و قدرتها على تحقيق الأهداف التي تسعى لتحقيقها.

و لا أستطيع البوح برقم محدد و لبيقى ذلك في إطار الأسرار العسكرية ، و لكنني أستطيع البوح لك برقم عدد شهداء جيش التحرير الشعبي الذين قضوا في ساحات البطولة ، حيث أستشهد لنا في مواجهة داعش سبعة شهداء، و ١٣ شهيدا جراء استخدام النظام الطائفي القاتل المجرم و الروس الأسلحة الكيمياوية جويا بعد عجزهم عن مواجهتهم المباشرة و شهيد في ريف دمشق و تسعة شهداء في اماكن متفرقة في البادية و ثلاثة شهداء في محافظة درعا في محاولة النظام الاخيرة لاقتحام درعا و ثلاثة شهداء في محافظة القنيطرة.

و بذلك يكون جيش التحرير الشعبي الشعبي قد قدم ٣٦ شهيدا منذ تأسيسه في ٢٠٢٠/٨/٥ م ، و الغصة في قلوبنا بأننا لا نستطيع الافصاح عن هوية الشهداء تقبلهم الله و رحمهم حفاظا على سلامة أهاليهم و لكي لا يتمكن النظام الطائفي القاتل المجرم من الوصول لأي خيط من المعلومات يوصله لبعض أبطالنا الأشاوس .

و هناك دورات تدريبية تأهيلية مستمرة للجيش ، و بالمقابل هناك طلبات كثيرة من الثوار و الأحرار و الشباب للإنضمام له و الالتحاق مع أبطاله و لكن للأسف عدم القدرة على تأمين احتياجاتهم المتعددة تحول دون تلبية رغباتهم و مع ذلك يتم التوسع الأفقي شيئا فشيئا .

و بالطبع لا نعتمد بنشاطنا الثوري خلال العمليات على التشكيلات الثورية العسكرية الكبيرة، بل بما يلزم للقيام بالعمل و تحقيق أهدافه، فممكن عملية في مدينة يتم فيها الاعتماد على رأس الحربة الضاربة و تغطية الجوانح و خط خلفي لتأمين الانسحاب، أما في الميادين المفتوحة تخوض القوة الفاعلة اللازمة من خطي لتأمين الانسحاب و بعض الخلايا الازمة لقطع خطوط امداد العدو من جهتي الطريق و لمسافة يتم تقديرها.

٦- كيف تعرفون قدوم الأرتال و القوى المعادية و هل لكم عيون ما بين جيش النظام و قواه الأمنية ؟ نستطيع القيام بعملية الرصد و التتبع و الاستطلاع لجميع تحركات قوى النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه من خلال منظومتي العمل اللوجستي والاستخباراتي الخاص بنا و لدينا من القوة ما يمكننا من ذلك .