
بقلم: عبد الكريم محمد
بهي الطلة، عطراً، مليح اللمى.. يا ذاك السر الساكن بالمسكون هوساً.. يا ذاك الحلم المتجدد أحلاماً بالحالمين.. تخالك الشمس عزولاً يزاحمها الضياء.. والغيرة تحرك أحشاء البدر لحظة المحيا..
هو أنت معصوب الجبين نوراً.. فاضت أنوارك على الكائنات.. لتكون كما أنت.. قطرات تخالها النجوم، تنساب على وجنتيك.. وخمائلاً تحسبها الجنة.. ونساك يأتونك من الفج العميق..
ملائكي على هيئة عاشق، وادع على هيئة ناسك.. أخذته اللحظات الصوفية ليتوحد مع القديسين.. وروحي الهائمة تعباً مع تلك الأرواح، التي فرت كجنود لحظة الانكسار إلى البعيد البعيد، لتغدو ذكرى.. أو تكتب في صحائف الذكريات.
زعفراني اللحظات.. مورد الخدين.. يا ذاك القابض على لحظات صمتك.. متوجساً من وقع الصدى.. دع صوتك صوراً، يوقظ القبور النائمة والغافين سهواً على جنباتها.. دع صوتك يفض الصمت ليرحل بعيداً بالمدى.. كما يتناوب الخلق على وقع ثنائية بعثك من ذاك الموت.. والنرجسي الهائم بعشقك سيبقى أنا.