أدب

دعك من الرثاء

بقلم: إياد مصطفى

دعك من الرثاء، فقد تعودت الذئاب على غزو القطعان المنفلة من عقالها، مستغلة غياب الراعي الشجاع، الذي يرى في قطيعه رأس المال قبل العيال..

الكثير من قطعان البشر المنتشرين على هذه الأرض، عندما تغزوهم الذئاب الشاردة الباحثة عن وليمة، سرعان ما يتوجهون لمجالس الرثاء، التي تشبه سراديق العزاء، ليبدءوا بأول كلمة قبل انهمار الدموع بـ”ياوحدنا” من الذئاب الصائلة التي تقتل كبيرنا لتستبيح صغيرنا..

بل يبدؤون بالنحيب ظناً منهم، أن النحيب من شأنه أن يوقف جريمة الذئاب الباحثة عن ما تقتات به، من كبارهم قبل صغارهم… لتنهال الشكاوي على الذائب الرمادية، التي استهانت بالراعي الخائر الجبان، لتقتات على القطيع.

وليبدأ جموع الخائرين بالتصفيق للراعي الجبان، خاصة وأنه أنقذ حملاً وليداً قبل الغزو بلحظات من أنياب الذئاب الرمادية الصائلة.. لينتقل بعد ذلك، جموع الرثائين والمكلومين بالتسبيح بحمد وقوة الراعي.. وليتحول ذاك الخائر من راعي جبان خائر القوى، بقدرة قادر إلى ولي أمر للرثائين والمصفقين والمغدورين.

المشكله أن الذئاب لن تموت ولو دعا عليها الناسك والراعي بالفناء، وأن الاعنام لن تفنى، وسيبقى هذا العالم على ما فطر عليه، قويهم “أقصد الذئاب الرمادية” يأكل ويفترس ضعيفهم “أقصد القطيع”، وستبقى مجالس الرثاء مشرعة أبوابها تسبح بحمد المأفون.. الذي قادته الصدفة للقبيلة، ليصبح ولياً لنعمتها.