أدب

دعك من استحضار الذكريات

بقلم: عبد الكريم محمد

سألني العابر عن الشوق واستحضار الذكريات على غير هدى، بعد ان غاب ذاك الجرس ليلوذ في المجهول.. وتغيب معه تفاصيل الوقت، ولحظة المساء الرطب عند قارعة الطريق.. الذي كان بالأمس يسمى مدقاً..

هي نتف من ذكريات وصور ليس إلا.. وبقية حلم يصل على حافة القبر، ليعود كالمارد من جديد.. بصوته الجهوري أنا الحلم الذي يغالب الموت ليغزو الأحياء، طالما بقيت الحياة..

لم يسعفن الهروب من سؤال ذاك العابر، لأجيبه وأنا الذي يعيش مثله سيلاً من الذكريات.. لا تحب الأشياء حدّ الوله حتى لا تصل أيها العابر، لتنام على تخوم الجنون شوقاً.. ولا تقدس الأشياء في استحضارها، حتى لا يقال عنك ماجناً أو مشركاً، من شدة الحنين.

دعك من بقايا الصور ونتف الذكريات، وكن كالطيور الأليفة أو كالقطط الوادعة، التي تبحث عن من يقاسمها الوقت عند انتصاف الليل، بعدما طالت بك الغربة.. دعك يا صديقي العابر الغريب من استحضار سيل الذكريات الجارف، وتذكر أن الصيد الثمين هو ما تقوى عليه في ذات اللحظة، التي تعيشها وحسب.