آراء

درعا.. انتصار الدم على السيف

بقلم: الدكتور أحمد الحمادي
أكاديمي وباحث

درعا البلد شامخة و ستبقى كذلك.. فيها أختزلت معاني البطولة و الشجاعة و البسالة و العنفوان و الإصرار و الثبات على الحق والصمود في وجه اعتى الأنظمة، الوحشية القاتلة المجرمة.

المدعوم من ميليشيات إرهابية طائفية عابرة للحدود، مأجورة تمتهن القتل و الإجرام.. و دول عالمية و إقليمية تمتلك من القوة الغاشمة ما جعل لها مكانة دولية متقدمة من حيث معيار القوة.

٦٠ يوماً من الحصار المطبق الخانق، لا ماء لاغذاء ولا دواء، حتى الهواء ملوث برائحة بارود القتلة وبقايا جيفهم.. بفعل الهجمة البربرية المفروضة عليها.. وهمجية عسكرية، همجية شرسة مازالت مستمرة منذ ٢٠٢١/٧/٢٧ م حتى الآن.. ٢٨ يوماً من الأعمال العسكرية العدائية المباشرة، التي تستهدفها من قبل حوالي نصف جيش القتلة والمأجورين والميليشيا الداعمة له و على مدار الساعة تقريبا ، و مازالت كالطود الشامخ ثابتة بكل قوة قائلة لن يمروا.

إنها اللحظات الفارقة، التي ينتصر بها الدم على سيف الإجرام في سوريا.. ليعلن الدرعاويون الحارسون للثغور، سندحر الهجمة أياً تمتلك من أدوات التدمير.. ليُسجل تاريخ صمودها وانتصارها على أوابدها ما بقينا وبقي الحق، تاجاً على رأس الباطل وأهله.

ظاهرة ستحير القادة العسكريين و الاستراتيجيين عند دراستها مستقبلا.. عن مقومات هذا الصمود الملحمي الاسطوري، هؤلاء القتلة والغزاة وشذاذ الآفاق، ربما لأنهم لا يعرفون مكونات العقل الجمعي الحوراني، و لم يستطيعوا تفكيك شيفرات تركيبته.. و لا يعرفون بأن هدر الكرامة و عيش الذل و الهوان هو موت مخزي لديهم..

لذا يقدمون أرواحهم و حياتهم رخيصة من أجل كرامتهم و حريتهم و سمعتهم العطرة ، فلا غرابة إذا من رفعهم شعار الموت و لا المذلة ليتحكم بحياتهم و مصيرها منذ ٢٠١١/٣/١٨ م .
نعم انها درعا البلد المظفرة و حوران المنتصرة مهما جرت عليها قوى البغي والرذيلة.. ستبقى بأهلها بمناضليها بمقاتليها بشيبها وشبابها، منارة للحرية و الكرامة و الرفعة و العزة و لن تكون إلا كذلك، بعون الله و مشيئته