صحة

دراسة تكشف خطرا صحيا يحيط بالذكور في مرحلة الطفولة يهددهم بالعقم عند البلوغ

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذكور الذين يعانون من زيادة الوزن يميلون إلى أن يكون لديهم حجم خصية أقل، ما يعرضهم لخطر العقم في مرحلة البلوغ.

ويؤثر العقم على كل من الصحة النفسية والحياة الاقتصادية والاجتماعية للأشخاص في سن الإنجاب. وقد أثر العقم على 48 مليونا من الأزواج في عام 2010. وعلى الرغم من أن الخبراء غالبا ما يتغاضون عن عقم الذكور، يعتقد الباحثون أنه عامل يساهم في عقم الزوجين في نحو نصف جميع الحالات. ومع ذلك، في معظم الحالات، ما يزال سبب العقم عند الذكور غير واضح.

ووفقا لدراسة ألمانية نشرت في مجلة European Journal of Endocrinology، قيّمت العقم في أكثر من 20 ألف مريض ذكر تم تحويلهم إلى مركز الخصوبة، لم يتم إجراء تشخيص لنحو 70% منهم.

ونسبة كبيرة من المرضى الذكور الذين ليس لديهم أطفال ليس لديهم تفسير لعقمهم. وتشير الأبحاث أيضا إلى وجود اتجاه نحو تقليل تركيز الحيوانات المنوية وإجمالي عدد الحيوانات المنوية على مدار الأربعين عاما الماضية.

وبالتوازي مع انخفاض عدد الحيوانات المنوية، ازداد انتشار السمنة لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم من 32 إلى 42 مليون. ويقدر الخبراء أن نحو 60% من الأطفال اليوم سوف يصابون بالسمنة بحلول سن 35، نظرا لتغير الظروف البيئية المختلفة (بما في ذلك التعرض للمواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء) والعادات الشخصية (مثل نمط الحياة الخامل أو اضطرابات الأكل) بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية.

وجدت الدراسة الجديدة أنه بصرف النظر عن فرص الإصابة بحالات صحية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري، فإن السمنة لدى الأولاد يمكن أن تزيد أيضا من خطر الإصابة بالعقم في مرحلة البلوغ. وكشف الباحثون أن زيادة الوزن خلال فترة المراهقة تقلل حجم الخصية، الأمر الذي يتوقع في النهاية أن يضعف إنتاج الحيوانات المنوية في مرحلة البلوغ.

وكشفت الدراسات الاستقصائية الإيطالية أيضا عن تضخم الخصية في ما يقارب ربع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاما والذين تكون خصوبتهم في المستقبل معرضة للخطر.

وأجرى الباحثون الدراسة على الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و18 عاما، والتي تمت إحالتها إلى وحدة طب الغدد الصماء لدى الأطفال في جامعة كاتانيا، في صقلية، للتحكم في وزن الجسم.

وجمع الباحثون بيانات عن حجم الخصية والعمر ومؤشر كتلة الجسم ومقاومة الإنسولين لدى 268 طفلا ومراهقا. ووجدوا أن الأولاد ذوي الوزن الطبيعي لديهم حجم خصية أعلى بمقدار 1.5 مرة مقارنة بأولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في سن البلوغ.

وكان لدى الأطفال والمراهقين في الدراسة الذين لديهم مستويات إنسولين طبيعية حجم خصية أعلى بمقدار 1.5 إلى 2 مرة مقارنة بأولئك الذين يعانون من فرط إنسولين الدم، وهي حالة غالبا ما ترتبط بمرض السكري من النوع الثاني حيث يكون لدى المرضى مستويات أعلى من الإنسولين في دمائهم. وهكذا، فإن أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وفرط إنسولين الدم أو مقاومة الإنسولين أظهروا حجم خصية أقل من أقرانهم الأصحاء.

ونظرا لأن حجم الخصية المنخفض يتنبأ بضعف إنتاج الحيوانات المنوية في مرحلة البلوغ، يعتقد الباحثون هنا أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد المرضى على تجنب العقم في وقت لاحق من الحياة.

وقالت روسيلا كاناريلا، إحدى مؤلفي الورقة البحثية: “على الرغم من أن انتشار السمنة لدى الأطفال يتزايد في جميع أنحاء العالم، إلا أن تأثير السمنة والاضطرابات الأيضية المرتبطة بها على نمو الخصية غير معروف جيدا”.

وتابعت: “في هذه الدراسة، وجدنا أن زيادة الوزن أو السمنة مرتبطة بانخفاض حجم الخصية عند البلوغ. بالإضافة إلى ذلك، وُجد أن الأمراض المصاحبة المرتبطة بالسمنة، مثل فرط إنسولين الدم ومقاومة الإنسولين، تؤثر على حجم الخصية قبل وبعد البلوغ. لذلك، نتوقع أن مزيدا من التحكم الدقيق في وزن الجسم في مرحلة الطفولة يمكن أن يمثل استراتيجية وقائية للحفاظ على وظيفة الخصية في وقت لاحق من الحياة”.

المصدر: ميديكال إكسبريس