كشفت دراسة حديثة عن تأثيرات جديدة لجائحة كورونا “كوفيد-19” وما تبعها من تدابير احترازية على أدمغة المراهقين، مشيرة إلى أن هذه التأثيرات تشكل خطورة على الصحة العقلية.
ونشرت المجلة العلمية “pnas” نتائج الدراسة، التي أفادت بأن تدابير الإغلاق التي فرضتها السلطات الصحية، أثناء الجائحة، أدت إلى تسارع غير عادي في نضوج أدمغة المراهقين، لافتة إلى أن معدل تسارع نضوج أدمغة الفتيات جاء بشكل أكبر مما حدث لدى أقرانهم من الفتيان.
أجرى الدراسة فريق بحثي من جامعة واشنطن، وأشاروا فيها إلى ضعف أكبر لدماغ الأنثى، مقارنة بدماغ الذكر، وهو ما عزاه الباحثون إلى العزلة الاجتماعية، وعلى الرغم من انتهاء الجائحة إلى حد كبير، فإن آثارها لا تزال باقية.
وأوضحت الدراسة أنه نظرا لأن تسارع نضوج الدماغ كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية والسلوكية، فإن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية توفير المراقبة المستمرة والدعم للأفراد، الذين كانوا مراهقين وقت جائحة “كوفيد-19”.
وعمد القائمون على الدراسة إلى قياس ترقق القشرة المخية وهي عملية تبدأ إما في أواخر الطفولة أو أوائل المراهقة، حيث يصل سمك القشرة المخية إلى ذروته بشكل طبيعي أثناء الطفولة، وينخفض بشكل مطرد طوال فترة المراهقة ويستمر في الانخفاض طوال عمر الإنسان.
وتوصل الباحثون إلى تلك النتائج عن طريق بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل الجائحة لإنشاء “نموذج معياري” لكيفية تطور 68 منطقة من الدماغ، على الأرجح، خلال فترة المراهقة، والتي يمكنهم من خلالها مقارنة بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي بعد الجائحة ومعرفة ما إذا كانت تنحرف عن التوقعات.
وكشفت بيانات واردة من عمليات مسح أُجريت في عام 2021، أي بعد انتهاء فترة الإغلاق، عن أن الفتيان والفتيات قد عانوا من ترقق قشري سريع خلال تلك الفترة، لكن كان تسارع الترقق لدى الفتيات بمعدل يبلغ 4.2 سنوات قبل الوقت المتوقع، بينما تسارع الترقق لدى الفتيان بمعدل 1.4 سنة قبل الوقت المتوقع.
واختتمت نتائج الدراسة بالتحذير من أن هذه التدابير الاحترازية كان لها تأثير سلبي كبير على الصحة العقلية للمراهقين، مشيرة إلى أن هناك العديد من التقارير عن زيادة القلق والاكتئاب ومشاعر التوتر لدى كل من الإناث والذكور بعد تلك الإجراءات.