في كتابه تحت عنوان “سوريا بعيون السفير” تحدث السفير التركي السابق في دمشق، عمر أونهون، عن ما اعتبرها الأسباب التي ساهمت في عدم نجاح المعارضة السورية في بدايات الثورة التي انطلقت عام 2011..
وقال السفير التركي في كتابه، إنه أرسل رسالة إلى وزارة الخارجية التركية مع اندلاع الثورة التونسية، أشار فيها إلى أن سوريا ليست بمنأى عن موجة من الاضطرابات الداخلية، وأن الواقع السوري يختلف عن البلدان الأخرى، بسبب البنية غير المتجانسة ووجود الطائفيين والمجموعات العرقية..
وأشار أونهون إلى أن العامل الأول يكمن في أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، لم يكن لديه أي نية لتقاسم السلطة، أو القيام بأي عملية انتقال ولذلك لم يتم الشروع في عملية إصلاح.
أما العامل الثاني، هو عدم وجود جواب لتساؤل “ما هو البديل الذي سيقدم لنظام الأسد؟”، وبحسب السفير: “بقي الجواب فارغا، منذ بداية الأزمة، وأن هناك مخاوف لدى المجتمع الدولي والشعب السوري بأن البديل هو انهيار الدولة وعموم الفوضى فقط”.
وتحدث السفير أن العامل الثالث، هو أن المجتمع الدولي كان يتعامل بغموض أمام المعضلة السورية، والبلدان التي دعمت وشجعت معارضي النظام السوري انسحبت بعد فترة وبدأت بالتصرف وفق أولوياتها الخاصة.
أما العامل الرابع، هو أن المعارضة على الرغم من مساعيها الكبيرة لتوحيد جبهتها والترابط معاً، فإنها “فشلت في الحفاظ على الاتساق المطلوب فيما بينها”.. مقابل ذلك، تمكنت إيران وروسيا، اللتان تدعمان النظام، من اتخاذ قرار أكثر اتساقا على الرغم من اختلافهما في الرأي.. وكان أهم العوامل هو قيام موسكو بإنزال القوات الروسية إلى الميدان في سوريا عام 2015
وأوضح الدبلوماسي التركي، أن بروز الجماعات الراديكالية أثار مخاوف الأوساط السنية العلمانية والمعتدلة، فضلا عن أعضاء الطوائف والأديان الأخرى، مما ساهم في اصطفاف العديد إلى جانب النظام السوري خشية منها.
وأشار إلى أن ظهور الجماعات الراديكالية، دفع أولئك الذين لم يتعاطفوا مع النظام وبقوا في الوسط للاصطفاف إلى جانبه باعتباره أهون الشرين.