عربي قضايا اجتماعية

خطابات نصر الله أرضية خصبة لحرب طائفية

تعليق: رنا الصفدي.. بتصرف

صحيح أن خطابات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الكرنفالية في العاشر من محرم، حظيت بإهتمام الاعلام المحلي والعربي كما الرأي العام اللبناني، لكنها أسست لمناخات وأرضية خصبة لحرب طائفية لن تبقي ولن تذر..

هذه الخطابات والأصوات النشاز، على ما يبدو هي إمعان في الممارسات الطائفية السوداء، المحمولة على بحر دماء السنة السوريين وغيرهم.. بل وتأتي متساوقة تماماً مع محاولات أمريكا والغرب في شيطنة الإسلام السياسي والشعبوي، بكل ما يحمله من عقائد وقيم وممارسات وسلوكيات..
 
اليوم يظهر التحدي بوقاحة لم يعهده أحد من اللبنانين، خاصة تلك المتعلقة بإنطلاق السفينة الاولى من إيران محملة بمواد المازوت وما سيتبعها من سفن أخرى” على حد تعبيره. وقال “السفينة ستكون أرضا لبنانية بمجرد إبحارها”، محذرا من إستهدافها.

خطاب شعبوي بامتياز في ظل أزمة المحروقات التي يعاني منها لبنان، والتي جعلت المواطنين يتعلقون “بقشة” نجاة، ولكن في الحقيقة هل ستحمل السفينة الإيرانية حلا للمحروقات، أم أنها ستحمل معها مزيدا من التأزيم الذي يلامس حافة الحرب؟

وهنا يتسائل اللبنانيون خاصة أبناء الطائفة الشيعية منهم، لماذا يُظهر دائما نصر الله حرصه على الطائفة خصوصا ولبنان عموما، ويبرر أي عمل يقوم به بأنه يريد المحافظة على الشيعة، كي لا يجوعوا أو يذلوا، بسبب الحصار الأميركي والمؤامرة، كما يدعي دائما، ولكن ذلك يستحضر مجموعة من الأسئلة المشروعة: 

هل من يريد مصلحة الشيعة، يعمل على تخزين ملايين الليترات من المحروقات، تحت حجة أنها للمقاومة فيما الناس تئن تعبا؟

هل من يريد مصلحة الشيعة، يهرب المحروقات المدعومة الى سوريا ويحرمها عن اللبنانيين الذي يُذلون في طوابير؟

هل من يريد حياة اللبنانيين، يحرم المستشفيات من المازوت ليخزنه في مستودعاته الاستراتيجية؟
 
من يريد حقا مصلحة الشيعة، لا يخزن ولا يهرب، بل يحصن بيئته من الاحتكار والحصار الذي يتحدثون عنه، وبالتالي يوفر على نفسه وعلى لبنان، خطر السفينة التي لم تجلب الا الويلات والأوهام، ويوفر على الطائفة المآسي ومشهد الذل المتواصل..
 
ولكن يبدو أن نصر الله يريد من خلال بدعة النفط الايراني، دخول غمار حرب السفن المندلعة بين ايران واسرائيل، و يبحث عن شرارة حرب مع اسرائيل، التي بعثت ليل الخميس رسالة صاروخية وصل صداها لبيروت ودمشق.

فهل يُسمع مرة جديدة نصر الله يردد عبارة “لو كنت أعلم…” بعد مغامراته الجديدة وحماسه الايراني؟
أم أن مفعول سفينة النفط إنتهت صلاحياتها، بفقاعات إعلامية وتغريدات وتحليلات الممانعين، الذين وجدوا في تبليغ السفيرة الأميركية دورثي شيا، رئيس الجمهورية ميشال عون، قرار الإدارة الأميركية بمساعدة لبنان، للحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا؟!!
 
بالإضافة إلى تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا، وصولاً إلى شمال لبنان نصرا جديدا، وغدا سيخرج السيد ليعلن النصر على أميركا، وأنه أراد من خلال بدعة سفينة النفط هز العصا فقط، وبهذا يكون نصر الله جلب للبنان مرة جديدة القلق والفوضى، وضرب آخر معاقل شكل الدولة كرمى لعيون إيران. بتصرف” عن موقع جنوبية”.