أدب

خاطرة.. لا تدع الرتابة تأكل نصف وقتك

بقلم: عبد الكريم محمد

مزق جدار صمتك بالصمت ما استطعت.. واضرب العتمة بشهب من نار.. أو ما تحتضنه خلل الرماد وليداً من جمرها.. افتح طلاقتك  التي تغازل شقوقها أشعة الشمس.. اتركها مباحة بلا ستائر من وثير فراشك العتيق.. اتركها تغازل العصافير لتبني عشاً على جنباتها..

 لتعلمك بصباح آخر غير الذي رحل البارحة.. واخرج يدك المكبلة بأحلامك المتعبة.. لتسرق من الحبق الندي، المترامي على جنباتها، خصلة من حنين… لا تنس أن تنفض عنها غبار الغربة.. وبيوت العناكب التي تقاسمك وحدتك، كي تبني من أول الزمن.. بيتنا عنكبوتياً من جديد..

اترك كل شيء عابث، دعك من الرتابة المقيتة التي تأكل نصف الوقت.. كن عابثاً لتبقى حاضراً يقظاً كما الرحيل.. كن غجرياً وضع الربابة والناي على كومة أشيائك، كي لا تترك رسوماً خلفك.. فالرسوم وحدها من يخبر الخطار عن أثرك.

بل لا يفوتك ان تسرج حصانك، حتى لا تخونك الذاكرة.. أو يخونك الوقت قبل الغروب.. وتذكر أن الوقت صاحب وعزول.. فإن قطعته قطعك.. وإن وصلته وصلك.. فثمة من ينتظرك.