قضايا اجتماعية

حمص ضحية لعبة الصغار

بقلم: إياد مصطفى

عندما يتنافس الكبار على الصغار الاختباء لا أكثر.. والاختباء أن يعرف هؤلاء الصغار حدودهم ومدى القدرات التي يمتلكونها.. ليصبح الشعار الأهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه لا أكثر..

حمص كانت ضحية لعبة الصغار، لتمتد اليد إلى هيبة الكبار في عواصمهم، بل لتتجاوز ذلك بالتمادي على هيبتهم الأمنية، في عاصمة تمتلك من الحساسية ما يدفعها لشن حرب إقليمية..

زيارة بشار الأسد للصين والوعود التي جلبها، أنسته عامله الذاتي الهش، الذي لا يمكنه إلا الجباية وإدارة العصابة المسماة دولة لا أكثر.. فلا يمكنه مواجهة أي فصيل في إدلب ولا غيرها من المدن السورية..

بل لا يمكنه أن يواجه عصابة منظمة، أياً تكن هذه العصابة وحجمها وما ترتكز عليه بأهدافها المعلنة وغير المعلنة.. حتى الطائفة أو تحالف الطوائف في سورية انتهى وإلى الأبد، وأن الكل يشهد النهاية بفك الارتباط من قبل محافظة السويداء مع هذا النظام الأقلوي الطائفي..

المهم بالأمر أن من دفع الانتحاريين باتجاه رمز القوة والهيبة في أنقرة، تلقن الدرس، الذي له ما بعده بكل تأكيد، ولن ينفعه العهود الذي قطعها للرفاق في بكين بمقاتلة مسلمين التبت المنتشرين من شدة الظلم في العالم بما في ذلك الحزب التركستاني.

وأن الأيام القادمة ستشهد المزيد من المتغيرات، ولن ينفع أنصاف الحلول والمواقف، فأمريكا لا يمكنها خسارة تركياً لأجل عيون حزب العمال الكردستاني (النصيري).. وروسيا لا يمكنها بظل ما تعيشه أن تتعارض حتى ولو مجرد التعارض على أية قضية مع تركيا لأجل عيون الأسد الغالي.

وأن الطائرات المسيرة ستطال أسرة النوم بعد التجربة التي عاشتها الكلية الحربية، التي باتت نموذجاً يحتذى في المرحلة الصراعية القادمة..