بقلم: إياد مصطفى
أكثر القوى على وجه الأرض براغماتية هي القوى الدينية، بل هي من يسوق التكاذب رغم معرفتها للكذبة.. اليوم مرة أخرى تعود حركة “حماس” الفلسطينية لتسويق كذبة ممانعة النظام السوري في وجه إسرائيل، بل تدرك حماس أن بعض قيادييها الذين قتلوا في دمشق كان النظام السوري من يقوم بالمتابعة وتقديم المعلومات، ونحن ندرك الحقيقة.
اليوم انطلاقاً من الكذبة الكبرى، بدأت تبحث حماس عن طريقة للعودة إلى دمشق، على حساب دماء شعبنا السوري والفلسطيني وعلى حساب المغيبين والسجاء والمعذبين.. بل هي تدرك، حماس قبل غيرها، لو لم تكن موافقة إسرائيلية على بقاء الأسد لما استمر بالحكم ساعات، وأن نتنياهو المسعور شاط غضباً لأنه في آخر أيامه في الحكم، لم يستطع إعادة انتاج نظام بشار الأسد وإعادته إلى الجامعة العربية..
ناهيك على أنها، “الحركة الميمونة”، تدرك أن بشار الأسد خياراً أمريكياً وإسرائيلياً، والسيدة أولبرايت اليهوديه العظيمة، هي من أعطى الأوامر لتنصيب بشار وريثاً بعد حافظ في سورية..
وأن ما قاله رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة “حماس” خليل الحية عن استنكاره للتحركات الإسرائيلية في المنطقة، مدينا الاستهداف الإسرائيلي لسوريا.. يساوي ما قاله مالك بالخمر.. فالتباهي بموقف بشار الأسد خيانه، تماماً كمن يتباهى بنتنياهو وبينيت وكل الصهاينة في فلسطين.. ووحدة الأرض السورية لا يقوى الحفاظ عليها نظام طائفي مجرم، وإسرائيل لم تفشل أو تعجز لتطويع النظام السوري الذي يعتبر الحامي لأمن إسرائيل..
و ضربها لمطار دمشق، يأتي نتيجة حتمية للعجز الذي يعيشه بشار مع حليفه الإيراني، وما يعجز عنه النظام السوري، يعمل على سد الفراغ في تقديمه للمعلومات على طبق من فضة، لتقوم إسرائيل بالمهمة..