اعمال

حماس تستثمر تفوقها في حرب العصابات جنوبي قطاع غزة

قال محلل عسكري إسرائيلي، الأحد، إن حركة “حماس” تستثمر تفوّقها في حرب العصابات بجنوبي قطاع غزة، باعتبارها “منطقة تعرفها جيدا”، وشدد على أن عدد القتلى الكبير للجيش الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الأخيرة يؤكد وجود “معارك ضارية”.

جاء ذلك في تحليل ​​​​​​​لنير دفوري نشرته القناة “12” العبرية (خاصة) على موقعها الإلكتروني تحت عنوان “هل حقق الجيش الإسرائيلي الأهداف التي حددها حتى الآن؟.. النموذج الذي تختبره إسرائيل في شمال قطاع غزة”.

وخلال 24 ساعة حتى ظهر الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 14 ضابطا وجنديا، معظمهم في معارك بجنوبي قطاع غزة، لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء التوغّل البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 153، والحصيلة الكلية إلى 486 منذ بدء الحرب في السابع من ذلك الشهر.

وأضاف دفوري: “تشهد عطلة نهاية الأسبوع الصعبة، التي قُتل خلالها 13 عسكريا (قبل الإعلان عن مقتل جندي جديد) في معارك بقطاع غزة، على شدة القتال والمعارك الصعبة التي تدور رحاها”.

وتابع أن “قدرة مقاتلي حماس على تعقّب الجيش الإسرائيلي، والخروج من فتحات الأنفاق حتى في المناطق التي احتلها الجيش، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات أو قذائف (آر بي جي)، تنجح في إلحاق خسائر بقواتنا”.

و”الحقيقة أن حماس تستغل تفوّقها في حرب العصابات في منطقة تعرفها جيدا”، كما زاد دوفري.

وأردف أن “المعارك شديدة، وتتركز في وسط وجنوبي قطاع غزة، حيث لا تزال القوات في طور اختراق خطوط دفاع العدو (المقاومة الفلسطينية)، التي تم إعدادها لذلك منذ فترة طويلة”.

دفوري قال إن إسرائيل “تحاول الاستفادة من الوضع الذي وصل إليه الجيش في شمالي قطاع غزة وتحويل المنطقة إلى نموذج”.

وأوضح أن “الهدف هو إنشاء هيئة في شمالي قطاع غزة، بالتعاون مع الهيئات الدولية، تتألف من السكان المحليين، وتكون مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية، وبالنظر إلى صور الفوضى القادمة من الجنوب وفقدان السيطرة، ستكون لهذه الهيئة قوة كبيرة”.

و”سيصبح هذا النموذج ممكنا بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكلٍ شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع”، على حد قول دفوري.

وتوقع أنه “ربما تكون الهيئة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي نفسها التي ستتولى زمام الأمور في القطاع بأكمله مستقبلا”.

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم “حماس” لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.

وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت “حماس” في 7 أكتوبر الماضي هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات قتلت فيه نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ ذلك اليوم، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى ظهر الأحد 20 ألفا و424 قتيلا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.