سياسة

حكومة ميقاتي: لا مكان للتفاؤل.. والقادم يشي بخراب الهيكل

بقلم: عبد الكريم محمد

بعيداً عن الامنيات والمشاعر والشعارات، وبعيداً عن الضجيج الإعلامي الذي يصم الآذان أحياناً، فلبنان كغيره من الرقع الجغرافية المسماة أوطاناً، تعاني من أمراض بنيوية خطيرة، لا يمكن لأحد تجاهلها أو حتى القفز عنها، مهما بلغت قوة تأثيره.

حتى التفكير في إدارة الأزمات أو ترحيلها، مجرد خطوات عبثية، خاصة إذا ما علمنا أن الدول والمجتمعات، تبنى على أساس من قوانين المواطنة والعقد الاجتماعي المتوافق عليه باعتباره دستوراً عاماً، يؤمن لكل ذي حق حقه.. وليس القوانين الطائفية وبانتستوناتها وكانتوناتها ومعازلها الطائفية.

فمن يجد بأن ما يسمى بالديموقراطية الطائفية أو التوافقية، يمكنها أن تشكل شبكة أمان لبلد كلبنان وغيره، واهم بل ومريض، أو متآمر على مستقبل فقراء الطوائف جميعاً بلا استثناء.

 ولعل رائحة دم الحرب الأهلية النتنة، ما تزال تملأ ال1040كم2. وأن فتيل الأزمة حاضر على الدوام، لتكون عوامل تفجر الآزمات هي الأخرى، أكثر بكثير من عوامل بناء الثقة، فيما بين جميع المكونات الطائفية والعرقية من دون استثناء.

المهم بالأمر، أن كرنفال الميقاتي وال24 وزيراً مع غياب الثلث المعطل، لا يمكنه أن يخرج بلبنان العتمة إلى لبنان الوطن الواعد، وكل الشعارات المطروحة مجرد إخفاء للجرح الطائفي المتقيح، وأن القوانين المدنية البعيدة عن الطائفية بالمطلق، قد تخلق لبناناً يعيش على بعض من سياحة، وبعض من هبات وخدمات لا أكثر.

دون ذلك، سيخرج من أزمة ليدخل في غياهب أزمة أخرى أكثر إيلاماً، وسيدخل حروب الطوائف من جديد، لأنها تؤمن مصالح حفنة من ممثلي هذه الطوائف، إنطلاقاً من قيم غريزة القطيع الحاضرة على الدوام، لخوض المغامرات الدامية.