آراء

حزب الله عصابة مارقة.. المطلوب من قوى الخير مواجهتها

بقلم: عبد الكريم محمد

أن تكون مشروعاً عظيماً هذا شأنك، وشأن مريديك ومن يجد فيك الأمل والمرتجى، أما أن تستغل شعارك البراق لتصبح عصابة مارقة، يصبح الأمر مختلفاً تماماً.. فالبشر ليسوا قطعاناً من الماشية، بل وليسوا أسرى مشاريعك ونزواتك.. بمعزل عن ما تطلق من شعارات وما ترسم من أحلام وردية. وأن الذكاء لا يسكن في لون العمامة أو الياقة التي ترتديها، الذكاء حالة معرفية ينتجها العقل الواعي المتصالح مع النفس السامية..

اليوم وبعد أن تحول أصحاب  المشاريع الكبرى إلى عصابات مارقة، أصبحت القضية برمتها مختزلة ما بين قوى الشر المؤلفة من هذه العصابات وأعدائها المفترضين، وبين قوى الخير أيا تكون انتماءاتهم وأعراقهم على وجه البسيطة.. فالعصابة المارقة عندما تماهي الجلاد، ليس مطلوباً من قوة الخير أن تصفق لها أو تصطف خلفها، بل المطلوب من كل قوى الخير الوقوف بوجهها بكل الوسائل والسبل المتاحة..

وهنا حتى لا أبقى ضبابياً، لا بد لي من القول، أن حزب الله اللبناني، وحلفائه وأمثاله، بعدما تحولوا إلى عصابات مارقة في لبنان، وأعداء صائلين في سورية، ليس من حق خيّر على وجه الأرض الدفاع عنهم، بذريعة مواقفهم السابقة، والتي تمثلت في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، أن يدافع عن ما ارتكبوه من مجازر يندى له تاريخ البشرية في سورية وغيرها..

لأنه ومن معه، بدلاً من أن يتحولوا إلى مشروع وطني وإسلامي عام، ارتدوا إلى جحورهم، ليصبحوا مشاريع طائفية قذرة عمياء، لا ترى إلا أحقادها سلاحاً في ممارسة إجرامها.. وأن فلسطين والمجتمعات العربية والإسلامية، لا يحررها مارق أو متآمر أو طائفي، قد تحول مدية مسمومة في خاصرة الأمة. بل يحررها من هو أرقى من الاحتلال وما يحمله من قيم إجرامية..

أما الطائفية والمروق والعنصرية والجهوية، فهي مماهاة مع الأعداء، ليصبح الأمر جله، بأنه لا فرق بين عدو صائل من أبناء جلدتك وبين العدو القادم من خلف المحيطات، أو الاستيطاني الجاثم على أرضك.. لم يعد للكذب والتدليس مكاناً، ولم يعد أحد يصدق الشعارات الكاذبة، التي امتشقت من جديد سيف محاربة الإرهاب، والدفاع عن النظم المجرمة كنظام بشار الأسد الطائفي المجرم..

اليوم أصبح الناس بعد أن أزهقتم دمائهم واعتديتم على حرماتهم وأرزاقهم، وفضضتم أمنهم وآمانهم، أمام معادلة واحدة لا غير “إما أن نكون أو لا نكون”.. وعليكم تحمل ما صنعت أيديكم بفعل عقولكم الطائفية المريضة الحاقدة على البشرية والإنسانية، دونما مبررات أو مسوغات، اللهم سوى تكفير كل من يقف بوجه ما تخططون له من جنون عابث خارج عن السنن الربانية والمألوف الإنساني، متجاهلاً حتى الطبيعة البشرية، ليلتقي جنباً إلى جنب مع شريعة الغاب أو ما ينوف قليلاً عنها.