آراء

حروب إسرائيل غير مجدية..

بقلم: عبد الكريم محمد

بعيداً عن التفاؤل أو التشاؤم، أو حتى التشائل.. لم تعد لا إسرائيل ولا حروبها ولا المشروع الذي قامت من أجله، تحمل الكثير من الأهمية، بقدر ما باتت تشكل عبئاً على صاحب المشروع.. خاصة بعد موت انفاق بساطير الجيشين الأحمر والمارينز، إلى غير رجعة، أو كما يقال إلى جهنم وبئس المصير.  

المهم لا بد من الاعتراف أن العالم قد بدأ يتغيرـ ولا يهم ما يراه بعضهم المتمترس خلف المقولات البائدة، التي عفى عليها الزمن.. وأن ما كان يناط ببعض الدول من مهمام، قد بات في ذمة الماضي، رغم التكاذب الأمريكي الذي غالباً ما يلوح بالعصا الغليظة، لجهة حماية أمن إسرائيل باعتباره جزءاً من أمن الولايات المتحدة.

اليوم العالم كله يعيش حالة من الفشل والتداعي في أمنه الغذائي والاجتماعي، قابعاً على فوهة بركان المفاجئات أو المتغيرات الكبرى كما يقال، بل أكثر الانهيارات الكبرى.. بالمقابل الشعوب أصبحت تواقة للحرية والاستقلال وتقرير المصير وتطبيق حالة مرضية من العدالة الاجتماعية في أوطانها.

فإسرائيل في غمار هذه المتغيرت الجذرية ومن معها من النظم، تعيش أسوأ حالاتها، وغزة لم تعد مكسراً لعصى الغطرسة والعدوان، ولم تعد متنفساً لآزماتها مطلقاً، بل أنها أصبحت تعيش حالة من التراجع واليأس في ظل المتغيرات الكونية.. وأن العلاقات العربية – الإسرائيلية لم تعد مجدية مطلقاً، فقد بدأ السوس يتسلل إلى مثل هذه العلاقات، التي استمرت منذ قيام الكيان إلى يومنا الذي نعيش.

المهم ثمة خطوة واحدة تنتظر حل القضية برمتها، وأن الحل الأمثل هو الحل الجنوب أفريقي، في فض المنظومة العنصرية الفاشية، لتعود فلسطين وطناً لكل ابنائها، دون ذلك ستسجل صفحات التاريخ مرة أخرى تجربة الأندلس، ولن تكون محاكم التفتيش إلا نموذجاً لا أكثر.