سياسة

حرب بوتين.. منحة السماء لشعوب الأرض

بقلم: عبد الكريم محمد

بقدر ما هي الحرب قذرة تزف الويلات والآلام.. بقدر ما هي كاشفة للحقائق المختبئة، خلف ركام الشعارات المضللة الكاذبة.. لكن الشيء الأكثر أهمية، بأنها جرس إنذار للشعوب المغفلة التي تعيش خارج وعيها، لتنساق خلف عصابات من القتلة والمجرمين..

المهم بالأمر، أن الحرب الروسية في أوكرانيا، جاءت لتؤكد من جديد، أن الدول العظمى الباحثة عن المنافع غير الشريفة وغير الأخلاقية، هي من يصنع كافة صنوف الخراب، ويؤسس لصراعات أيديولوجية ليس لها أن تكون بالأصل ، لولا هذا البحث المحموم الهادف للسيطرة والنهب، القائمان على حساب الشعوب الضعيفة..

حقيقة ما يهمني القول، أن أية دولة تستخدم قوتها لا بد من مجابهتها بالحديد والنار من قبل الشعوب، وان الإرهابي هو من يعتدي على مقدرات الشعوب ويعمل على إخضاعها لأهدافه غير الشريفة وغير النبيلة.. وليس من حق الأقوياء بعد الآن توزيع الاتهامات، تماماً كما يوزعون القنابل والصواريخ على المدن والقرى الآمنة..

ليس من حق نظام مجرم باسم الأمن والاستقرار وسيادة القانون “الكذبة”، أن يوزع الاتهامات بذرائع ليس لها ما يحققها واقعاً، فالأنظمة المجرمة المدعومة من هذه القوى الدولية وفي مقدمتهم الروس، هي قوى مجرمة إرهابية، يجب مواجهتها من قبل الشعوب، بكل الأدوات والوسائل المتاحة، بل المطلوب من الشعوب اجتراح كافة الطرق والوسائل، لطرد هذه العصابات المنظمة، المعبر عنها بجيوش وتحالفات لا تحمل إلا الاحتقار الضغينة هدفاً في كل سياساتها..

هذا الكلام ينساق على كل أهل الأرض بلا استثناء، ليس من حق أية دولة أن تقيم مستعمراتها على أراضي الغير، وليس من حقها أن تفرض حكومات عميلة على هذه الشعوب، فللشعوب وحدها الحق في بناء مجتمعاتها، القائمة على العدالة الاجتماعية والحريات الفردية والرقع المحمية..

ولا غرو إذا ما قلنا ان العالم، خلال السنوات القليلة القادمة سيقدم المثل والنموذج، وسيجعل هذه الدول المجرمة تندم على ما تقترفه بسلوكياتها وسياساتها المخزية ضد الشعوب، ولعل المنطقة العربية والدول الأفريقية وغيرها ستقدم المثل والنموذج..

قد يرى بعضهم ما نكتبه مجرد أمنيات أو أضغاث أحلام، لا أكثر.. نحن نقول وإن كان بالفم ماء، أن السنوات الماضية قد راكمت النار كلها تحت الرماد، واليوم وصلت حالة الكمون للظهور تماماً كما البراكين.. لحظتها سنقول البادئ أظلم، ولا بد لصاحب الحق، أن يأخذ حقه أو جزءاً من حقه، وهذه هي سنة الحياة.