عربي

جولة حاسمة بلبنان بعد الإنذار الفرنسي


بقلم: رنا الصفدي
على ما يبدو أن خمسة جولات سبقت الإنذار الفرنسي- الأمريكي بفرض العقوبات، كانت قد أوصلت ميقاتي إلى حالة من اليأس المطلق، لجهة نجاحه في تشكيل الحكومة.. حيث تراجعت كل النمور الوردية دفعة واحدة، ومن دون سابق إنذار أما الإنذار..

ليتحول ميشال عون وفريقه حملاناً، بعد أن كانوا نموراً، ولعل الرسالة كانت شديدة اللهجة واضحة الأهداف والمقاصد، إياكم وخسارة المنقذر، لعدم وجود البديل، وسيصبح لبنان غارقاً بالمجهول من دون المنقذ القادم من من الشمال اللبناني بطلته البهية..

خاصة وأن البديل سيكون فرض العقوبات على من يقف بوجه ميقاتي المدعوم بالبلدوزر الفرنسي-الأمريكي، وأنها أصبحت جاهزة.. وسيكون من أولى أهدافها الإطاحة بالتيار الوطني الحر، ليذهب جبران باسل إلى ما كان عليه، قبل النصر الكبير.

السؤال أو إذا شئت حزمة الأسئلة، هل سيتمادى جبران باسيل في تعطيل الحكومة أكثر من ذلك، بعد الانذار الكبير؟

وهل سيضرب عرض الحائط النصائح الدولية له، محتمياً بولي الفقيه؟

وهل سيبقى عند تفكيره القاصر، في تشكيل حكومة على مقاسه ومقاس حزب الله؟

على كل انتهت مرحلة اللعب بالوقت، الذي يسعى اللاعبون الصغار من خلالها تأخير التشكيل باعتبارها سلاحاً تكتيكياً، بعد أن أصبح اللعب غير مسموح به لأحد من هذه الطغمة، إقليمياً ودولياً، بل ومحلياً.. خاصة في ظل الانهيارات المتسارعة، التي أعادت لبنان إلى عصر التتار على كافة الصعد، لتصبح الشمعة المنبع الرئيسي للطاقة.

بعضهم قال، أن لا شيء يدعو للتفاؤل ما لم يبادر باسيل إلى التعامل بإيجابية مع المطالب لجهة تشكيل الحكومة؛ لأنه هو من يحمل «ختم الجمهورية»، كما قال نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي خلال مشاركته في مشاورات التأليف التي أجراها ميقاتي مع الكتل النيابية فور تكليفه تشكيل الحكومة..

بينما نحن نقول، أن الكل بات يعرف رأسماله، ومن يعرف رأسماله، سيدخل السوق رغماً عن أنفه، ليكون تاجراً “يبيع ويشتري” على أقل تقدير، دون ذلك سيذهب هو ولبنان إلى جحيم الأزمة الحاصلة واقعاً، لسنوات غير محددة.