آراء

ثورتنا هي العودة بسورية لوجهها الحضاري

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
للأسف قد لا يعرف السوريون من الدولة سوى مقولة : ( احنا الدولة ولاك )، وحملوا هذا التعريف المقتضب المختصر للقمع والديكتاتورية والقتل والدمار والاعتقال و… كرمز للسطوة الباطشة السلطوية اللامحدودة في أعماقهم.

وانعكس فهمهم هذا عداء مطلقا اتجاه الدولة لتحطيمها، مع العلم بأن السلطة والتنظيم السياسي والنظام العام هو جزء من مكونات الدولة العديدة، لكنها في سورية اختزلت بالعصابة الحاكمة المجرمة وأذرعها الأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، مما جعل هؤلاء فوق القانون، الذي لا يطبق إلا على من هم خارج عصابة ( ولاك احنا الدولة ).

أما العصابة الحاكمة القاتلة المجرمة فكل شيء لها متاح و مباح، الدولة تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي : الأرض / الأقليم بكافة مجالاتها السيادية البرية والبحرية والجوية، والشعب بكل مكوناته الدينية والطائفية والقومية والأثنية والثقافية، والنظام السياسي العام بكل مفرداته ومؤسساته السياسية والسيادية والسلطة بمكوناتها التنفيذية والتشريعية والقضائية والتي تعمل كل منها وتمارس سلطتها وصلاحياتها وفقا للدستور الذي يعتبر الهوية العامة للدولة..

لذا فإننا في الثورة لا نريد تحطيم الدولة، بقدر ما نسعى جدياً بالخلاص من النظام الطائفي القاتل المجرم، والقضاء على العصابة الحاكمة القاتلة المجرمة التي اختزلت الدولة بمقولة ( احنا الدولة ولاك ) ومفاسدها وإجرامها بحق الوطن وإنسانه وإقامة دولة المواطن و الوطن و القانون التي تحقيق لجميع السوريين حريتهم و كرامتهم و تفجير طاقاتهم الإبداعية للنهوض بسورية و إعادة الوجه الحضاري المشرق لها.

و ترجمتها أم معتز (الخيارة من بلدتنا عندما تم توقيفها على الحاجز وهي ذاهبة لحضور ولادة ابنتها ) عندما سألها المسؤول عن بسخرية قائلا : وهنت (وأنت) بدك حرية يا حجة؟!!!

فأجابته قائلة : لا يا أبني أنا بدي إسقاط النظام .
نعم فأختيار الختيارة هو الاختيار الامثل إسقاط النظام والذي بإسقاطه تزول كل موانع و عقبات تحقيق الحرية و الكرامة للشعب السوري و للمواطن السوري .