لازالت أصداء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، والقائد العسكري لدى حزب الله اللبناني، فؤاد شكر في بيروت تلقي بظلالها على الساحة السياسة في الشرق الأوسط.
فإيران وحزب الله توعدا برد حازم وقاس على إسرائيل بعد عمليتي الاغتيال، حيث وعد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم الجمعة، إسرائيل بانتقام قاس وحتمي، ردا على مقتل القيادي في “حزب الله” اللبناني، فؤاد شكر.
وكان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، والقائد العام لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، اعتبرا، أمس الخميس، أن “الثأر من الصهاينة سيكون حتميا”، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، إسماعيل هنية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية، عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين، “أن خامنئي أمر بضرب إسرائيل مباشرة رداً على اغتيال هنية في طهران”، خلال “اجتماع طارئ” للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
فيما قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن إسرائيل لا تعرف أي خطوط حمراء، وإن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي بعد اغتيال، إسماعيل هنية.
وأضاف، “نحن أمام معركة كبرى تجاوزت القضية فيها جبهات الإسناد ودخلت في مرحلة جديدة… اضحكوا قليلا وستبكون كثيرا”.
تغريدة لخامنئي تثير الجدل
في ضوء ذلك، أعاد الحساب الرسمي للمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، على موقع “إكس” نشر تغريدة باللغة الفارسية قال فيها “لقد انتهى النظام الصهيوني”.
تثبيت التغريدة على الحساب الرسمي للمرشد الإيراني الأعلى والقائد الأعلى للقوات المسلحة، تزامن مع حديث لمذيع القناة الثالثة في إيران، مساء الجمعة، قال فيه “خلال ساعات قليلة سيشهد سكان العالم مشاهد مذهلة”.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قال في وقت سابق تعليقا على اغتيال هنية، “لقد اغتال الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي ضيفنا العزيز في بيتنا، وأفجع قلوبنا، لكنه أعدّ لنفسه أيضاً عقابًا قاسيًا”، وفقا لوكالة “إسنا” الإيرانية.
وقال البيان، “أمر الوزير أوستن بنشر أسراب مقاتلات ومدمرات إضافية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية إلى القيادة الأمريكية الأوروبية ومناطق القيادة المركزية الأمريكية”.
رد مماثل لما حدث في أبريل
نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن بأن الإدارة الأمريكية مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل ردا على اغتيال هنية وتستعد لمواجهتها.
وبحسب تقرير موقع “إكسيوس”، أكد المسؤولون الأمريكيون، أن الرد الإيراني المتوقع أن يكون مماثلا في أسلوبه لهجوم 13 أبريل وربما يكون أوسع نطاقا.
وأضاف المسؤولون أن رد إيران قد يشمل أيضا مشاركة حزب الله في لبنان.
وكانت إيران قد نفذت هجوماً جوياً على إسرائيل في أبريل/ نيسان الماضي، في عملية قال عنها المرشد الإيراني، علي خامنئي، وقتها، “إنها تنبيه لإسرائيل”.
وجاءت عملية أبريل بعد اغتيال سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني، بينهما قائدان كبيران، في القنصلية الإيرانية، بالعاصمة السورية دمشق، في هجوم نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل.
شركات طيران تعلق رحلاتها وتخشى تطور الصراع
نتيجة للتطورات السابقة، أعلنت خطوط سنغافورة الجوية تعلق رحلاتها عبر المجال الجوي الإيراني منذ صباح الجمعة، وإنها تستخدم مسارات بديلة، مؤكدة أن السلامة هي أولويتها القصوى. فيما ألغت خطوط “لوت” الجوية البولندي رحلات للبنان وإسرائيل بعد تحليل الوضع الأمني، وفقا لوكالة “رويترز.
وقالت إير إنديا ومجموعة لوفتهانزا الألمانية ويونايتد إيرلاينز ودلتا إير الأميركيتان والخطوط الجوية الإيطالية (إيتا) خلال اليومين الماضيين إنها علقت رحلاتها إلى تل أبيب، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.