عربي

تقرير: حزب الله.. له لبناناً آخراً تحت الأرض

رغم قدم المعلومة، حيث أنها لم تقدم لنا جديداً على ما هو عليه حزب الله.. الذي يمتلك لبناناً آخراً تحت الأرض، عبر شبكة أنفاق هائلة، قد توصل مقاتليه والتنقل بحرية إلى عشرات الكيلوا مترات، دون أن تنال منهم قوة التكنولوجيا حتى الالكترونية والتجسسية منها.

فقد كشف مركز أبحاث إسرائيلي أن حزب الله اللبناني حفر شبكة أنفاق تمتد عبر لبنان بطول مئات الكيلومترات، بمساعدة كورية شمالية وإيرانية، مصممة للسماح بنقل الأفراد والسلاح، من دون أن يفصح عن كيفية حصوله على هذه المعلومات، وفقًا لتقرير نشره موقع “الشرق” الإخباري.

وقال مركز “ألما للبحوث والتعليم” في تقرير صدر الخميس، بعنوان “أرض الأنفاق”، إن حزب الله بنى شبكة الأنفاق “بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين”، وهي “أكبر كثيرًا من شبكة أنفاق قطاع غزة” التي تطلق عليها إسرائيل “مترو حماس”.

وأضاف المركز الذي يبحث في التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل على جبهتها الشمالية، أن “حزب الله” بدأ مشروع أنفاقه بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006، ويفترض أنه يربط منطقة بيروت، المقر المركزي لـ”حزب الله”، ومنطقة البقاع التي يستخدمها كقاعدة خلفية لعملياته اللوجستية، بجنوب لبنان.

وبحسب التقرير، المؤلف من 14 صفحة الذي أعده الرائد احتياط تل بيري، فإن شبكة الأنفاق تسمح “لمئات المقاتلين، المجهزين بالكامل، بالمرور خلسة وبسرعة تحت الأرض”، وفقًا لـ “الشرق”.

وأشار إلى أن الأنفاق كبيرة أيضاً إلى حد أنها تتسع للدراجات النارية، والدراجات الرباعية، والمركبات الصغيرة الأخرى للتحرك فيها، ما يسمح لقواته بالمناورة من مكان إلى آخر، لـ”غرض تعزيز مواقع الدفاع أو تنفيذ هجوم في مكان آمن ومحمي وبطريقة غير مرئية”.

ورجح التقرير أن إجمالي طول الشبكة يمكن أن يصل إلى مئات الكيلومترات، ويمتد في منطقة واحدة نحو 45 كيلومتراً، ويربط منطقة صيدا بالبقاع.

وتابع التقرير: “بحسب النتائج التي توصلنا إليها، يبدو أن جزءاً من المشروع تم تنفيذه في المنطقة الجغرافية لوادي جنسنايا، والوادي بين الحسانية ووادي الليمون في قضاء جزين، برتي قضاء صيدا في الجنوب، السفنتا قضاء صيدا، وجنوب زحلتا قضاء جزين، وغيرها مثل جبل طره، لويزة، سجد، مزرعة الزغرين، العيشية، القطراني، السريرة، حتى البقاع الغربي.

وأشار التقرير إلى أنه على غرار أنفاق “حماس”، تضم الأنفاق غرف قيادة وتحكّم تحت الأرض، ومستودعات أسلحة وإمدادات، وعيادات ميدانية، ومنافذ محددة مخصصة لإطلاق الصواريخ من جميع الأنواع (قذائف، صواريخ أرض- أرض، وقذائف مضادة للدبابات، وقذائف مضادات للطائرات).

وكتب بيري أن الأنفاق تُستخدم أيضاً في الهجمات المدفعية، عبر منافذ تُفتح لفترة قصيرة قبل إغلاقها على الفور، وهذه المنافذ مخفية ومموهة، ولا يمكن اكتشافها فوق الأرض، لافتاً إلى أن الأنفاق في لبنان، التي لا تعبر الحدود مع إسرائيل تشبه الأنفاق في كوريا الشمالية.

وذكر التقرير أن شبكة أنفاق “حزب الله” بُنيت بمساعدة شركة كورية شمالية اسمها “شركة تطوير التعدين الكورية التجارية”، وهي شركة متخصصة في تطوير البنية التحتية تحت الأرض، وأعمال التشييد الفعلي للأنفاق قامت بها مؤسسة “جهاد البناء” التابعة لـ”حزب الله”، بحسب تقرير “الشرق”.

تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “الدرع الشمالي” لاكتشاف وتدمير جميع الأنفاق العابرة للحدود التي حفرها “حزب الله” في شمال إسرائيل، وقال الجيش إنه عثر على ستة من هذه الأنفاق ودمرها.

وشكّل تدمير الأنفاق العابرة للحدود “ضربة كبيرة” للجماعة، ووفقاً للجيش الإسرائيلي، لم يحاول “الحزب” إعادة بنائها منذ ذلك الحين.