دولي

تقرير: إسرائيل في حيرة من أمرها.. معاداة الروس ستفقدها الحرية المطلقة في سورية

باتت تعيش إسرائيل في حيرة من أمرها، خاصة لجهة التأثيرات التي قد تلحقها المواقف المطالبة باتخاذها من قبل الغرب، التي تمس بشكل مباشر بعمق علاقاتها مع روسيا، وبشكل خاص على قدرتها على التحرك الجوي ضد أهداف في سورية بموافقة روسية.

وأعلنت إسرائيل مرارا أنها نفّذت مئات الهجمات الجوية على أهداف، قالت إنها تابعة لإيران و”حزب الله” اللبناني في سورية، خلال السنوات الماضية.

وبهذا الصدد، قال المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس”، يانيف كوبوفيتش “إن مصدر القلق الرئيس لمؤسسة الجيش، هو عرقلة العلاقات الإسرائيلية الروسية الحساسة بشأن سوريا، حيث ورد أن الجيش الإسرائيلي يعمل بانتظام ضد القوات المدعومة من إيران، وهي جماعة حزب الله اللبنانية”.

وأضاف كوبوفيتش، في تقرير نشره في الصحيفة، الجمعة: “في ظل هذه الظروف، من المرجح أن يُغيّر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سياسته بشأن العمليات الإسرائيلية في سوريا، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط”.

وأردف: “في محاولة لاستعادة مكانته، يمكن لبوتين أن يتحرك للحد من قدرة إسرائيل على العمل ضد التواجد الإيراني، في إطار آلية تفادي التضارب بين إسرائيل وروسيا في سوريا”.

واتفقت إسرائيل وروسيا، على “آلية تفادي التضارب”، عقب التدخل الروسي العسكري في سوريا عام 2015، لمنع وقوع اشتباك دون قصد خلال الهجمات الإسرائيلية ضد التواجد الإيراني في سوريا.

وتابع كوبوفيتش: “يُقدّر المسؤولون الإسرائيليون أيضًا أن روسيا قد تقرر نقل أسلحة أكثر تقدمًا إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة، بهدف تحقيق عائدات من صفقات الأسلحة الكبيرة، مع خلق توازن جديد للرعب في مواجهة القوات العسكرية الغربية في منطقة الشرق الأوسط”.

واستطرد: “حتى وقت قريب كانت إسرائيل تعتقد أن روسيا لم تكن مهتمة برؤية وجود إيراني أكبر في سوريا (..) حيث تريد موسكو أن تلعب دورًا رئيسيًا في إعادة إعمار البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب”.

وتمتلك روسيا نفوذا عسكريا كبيرا في سوريا، حيث تدعم قوات النظام، في مواجهة قوى المعارضة.

وكشف كوبوفيتش: “الآن، يقول مسؤولو الجيش الإسرائيلي إنهم قلقون من أنه كجزء من محاولة تقريب إيران من روسيا، سيمنح بوتين طهران مزيدًا من الحرية للعمل في سوريا-أكثر بكثير مما تود إسرائيل رؤيته”.

ونوه إلى أن “مصدر قلق آخر لإسرائيل، هو أن روسيا قد تستخدم أنظمة متقدمة لتعطيل أنظمة التوجيه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإجراءات الحرب الإلكترونية الأخرى والهجمات الإلكترونية، لتعطيل الناتو أو العمليات الغربية في البحر المتوسط”.

وقد يؤدي ذلك أيضًا، وفق كوبوفيتش، إلى “تقييد حرية الجيش الإسرائيلي في العمل أو تعطيل التكنولوجيا العسكرية والمدنية في إسرائيل”.